المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 74

للحالة الاُولى إغانةً ، فيستغفر منها .
وقال أبو عثمان الخيري : أخبر النبيّ صلى الله عليه و سلم بإغانة ربما يرد على قلبه وإن كان هو في محلّ الدنوّ والقربة والصفاء ؛ لئلاّ يأمن أحد من اُمّته استقامة قلبه على الدوام ، فاستغفره وهمّ بذلك على خوف المكر والاستدراج في كلّ الأحوال ؛ ليكونوا أبداً على وجل واستغفار .
وقيل : النبيّ صلى الله عليه و سلم بين افتقار إلى اللّه واستغنائه ، فإذا /79/ استغنى به بعد افتقاره إليه وجد لحال الافتقار إغانةً ، فيستغفر منها .
وقيل : إذا كان في حال الفناء أخبر عن الإغانة ، وإذا كان في حال البقاء استغفر منها .
وقيل : لمّا وجد النبيّ صلى الله عليه و سلم في قلبه الإغانة استغفر في الوقت مخافة أن يدوم ذلك عليه فيصير ريناً أو قسوةً ، ولذلك دعا : يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلوبنا على دينك وطاعتك .
وقيل : للنبيّ صلى الله عليه و سلم حال جمع وتفرقة ، وحال التفرقة قيامه بسياسة نفسه وآداب اُمّته وإظهار ما اُمر به من الشرع ، وإذا كان في حال الجمع يكون خالصاً مع الحقّ خالياً عن جميع الرسوم ، فيجد إغانةً لحال التفرقة فيستغفر
وقال صلى الله عليه و سلم : إنّما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر ۱ ، وإذا أحسّ من نفسه بصفة الشريعة وجد لها إغانةً فيستغفر .
وكان النصرآبادي يقول : النفوس في التثقيل والقلوب في التقليب ؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه و سلمقال : قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء . ۲ فقول النبيّ صلى الله عليه و سلم : يا مقلّب القلوب ، مخافة أن يرد من يقلبه منها عليه غفلة .
وقيل : الإغانة الّتي يجدها النبيّ صلى الله عليه و سلم هو شغله بتلقّف الوحي من جبرئيل عليه السلام ،

1.وجدت هذه الرواية مع اختلاف ، في : مجالس المؤمنين ، ج۲ ، ص۱۴۱ ؛ والحقائق ، ص۶۲ . وبدون الاختلاف في : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، ج۸ ، ص۲۶۷ ؛ وكنز العمال ، ج۳ ، ص۶۱۱ .

2.الكافي ، ج۲ ، ص۳۵۳ ؛ أنيس المؤمنين ، ص۲۲۷ ؛ عوالي اللئالي ، ج۴ ، ص۹۹ ، مع اختلاف .

صفحه از 143