المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 85

فيختصّ بهذه العبادة كما اختصّ بالاطّلاع عليه .
والثالث : لأنّه عبادة يشاكل طباع الملائكة ، إنّهم لا يأكلون ولا يشربون .
والرابع : الصوم لي ؛ فإنّه يورث الجوع ، والجوع يضعّف النفس ويقوّي القلب ويورث الحكمة .
والخامس : الصوم لي ؛ فإنّ فيه مخالفة النفس ، وفي مخالفة النفس موافقة الحقّ .
والسادس : الصوم لي ؛ فإنّ فيه غلبة الشهوات ، فإنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال : من لم يستطع النكاح فعليه بالصوم ؛ فإنّ الصوم له وجاء . ۱
والسابع : الصوم لي ؛ فإنّ فيه حفظ الحواسّ والجوارح عن المخالفات ، قال النبيّ صلى الله عليه و سلمإذا صمت فليصم سمعك . ۲ وقال النبيّ صلى الله عليه و سلم : فإن امرؤ جهل عليك فقُل إنّي صائم . ۳
والثامن : الصوم لي ؛ فإنّ في ذلك فرحة اللقاء ، قال صلى الله عليه و سلم : للصائم فرحتان ؛ فرحة عند إفطاره ، وفرحة عند لقاء ربّه . ۴
التاسع : الصوم لي ؛ لاختصاص صحّته بعلمي سرّاً ، دون أحد من الخلق .
والعاشر : الصوم لي ؛ فإنّ به جبر الفرائض والحدود .
والحادي عشر : الصوم لي حقيقة إذا تحقّق الصائم به ، وله رسماً إذا ترسّم به .
والثاني عشر : الصوم لي إذا أمسك الصائم عمّا أوجبه عليه الصوم ، وإذا أمسك عن الطعام والشراب ، دون غيره من المخالفات ، فـ [ ليس ] هو له ؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال : من لم يَدَع قول الزور والعمل به فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه . ۵

1.الكافي ، ج۴ ، ص۱۸۰ ؛ عوالي اللئالي ، ج۱ ، ص۲۵۷ ، مع اختلاف يسير .

2.الكافي ، ج۴ ، ص۸۷ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج۲ ، ص۱۰۸ ؛ تهذيب الأحكام ، ج۴ ، ص۱۹۴ .

3.كنز العمال ، ج۸ ، ص۴۴۴ ، مع اختلاف .

4.الكافي ، ج۴ ، ص۶۵ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج۲ ، ص۷۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج۷ ، ص۲۹۰ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص۵۱۰ ؛ السنن الكبرى ، ج۴ ، ص۲۳۵ ؛ الخصال ، ص۴۴ .

5.مسند أحمد ، ج۲ ، ص۵۰۵ ؛ صحيح البخاري ، ج۲ ، ص۲۲۸ ؛ كنز العمال ، ج۸ ، ص۵۰۷ .

صفحه از 143