المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 88

والثامن والثلاثون : الصوم لي ، فكن لي اُتمّم ما لي بي .
والتاسع والثلاثون : الصوم لي ؛ لأنّه فناء حظوظك عنك ، وبقاءُ أمر الحقّ فيك .
والأربعون : الصوم لي ؛ لأنّك تصوم لي وبي .
وأيضاً : الصوم لي ، معناه أنّ الأكوان بما فيها له ، وقوله : « الصوم لي » خصوص الخصوص ، فلذلك أبهم الجزاء فيه ولم يُظهر ؛ لأنّ ما له في محلّ الخصوصية ، وما كان في محلّ الخصوصية فيكون محلّ الجزاء فيه مبهماً مستوراً لا يشرف عليه أحد ؛ لأنّه في محلّ الغيرة .
وأيضاً : الصوم لي ، إذا كان إمساكه عمّا سوايَ ، وإقباله بالجملة عليّ .
هذه الجمل في معنى قوله صلى الله عليه و سلم : « الصوم لي » ما فسّرها الشيخ أبو عبدالرحمن السلمي .

۳۰۹./۸۷/ وسئل أبو زيد أبا الطبيب الهاشمي عن قول النبيّ صلى الله عليه و سلم :الشيطانُ مع الواحد . ۱
فقال : شيطانك نفسك ، فإذا أفنيتها فلا شيطان لك .
وأقول : معنى قوله صلى الله عليه و سلم : « الشيطان مع الواحد » إذا تقاعد المريد عن صحبة المشايخ فاندرس عليه مسلك العدوّ من شيطان نفسه ومن شيطان الجنّ ، ولا يعرف أوقات إتيانهما إليه مع التغرير . قال تعالى : « ثُمَّ لاَتِيَنَّهُم مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ »۲ ، فيتخيّر في خداعهما وحديثهما . فإذا كان عند عيون المشايخ فيفرّ منه الشيطان من قهرهم وصولتهم وحدّة بصرهم وعظمة معرفتهم بمكايده ، قال تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُبْصِرُونَ » .۳

1.الكافي ، ج۸ ، ص۳۰۳ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج۲ ، ص۲۷۷ ؛ مسند أحمد ، ج۱ ، ص۱۸ ؛ سنن الترمذي ، ج۳ ، ص۳۱۵ .

2.سورة الأعراف ، الآية ۱۷ .

3.سورة الأعراف ، الآية ۲۰۱ .

صفحه از 143