المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 89

۳۱۰.قال بعضهم في قول النبيّ صلى الله عليه و سلم :كاد الفقر أن يكون كفراً ۱ . ۲

۳۱۱.وسئل الشبلي رحمه الله عن معنى قوله صلى الله عليه و سلم :جعل رزقي تحت ظلّ سيفي ۳ ، فقال : كان سيفه اللّه ، وأمّا ذوالفقار فهو قطعة حديد .
أقول : إنّ جميع الأنبياء قد أكلوا أرزاقهم بكسب من أبدانهم الّذي ما كان فيه خطر أنفسهم ، وإنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ زوى الدنيا عن حبيبه صلى الله عليه و سلم /88/ حتّى إذا أراد أن يأكل ما قام به صلبه ويعيش به عياله يأخذه بكسب فيه خطر نفسه وعياله ، وهو ضرب السيف على أعداء اللّه ، وذلك من كراماته على اللّه حتّى لا يجد لقمة إلاّ بضرب الأعناق.
وقيل : سيفه وقته ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : لي مع اللّه وقت ۴ ، الحديث . والرزق إشارة إلى قوله صلى الله عليه و سلم : إنّي لستُ كأحدكم ، إنّي أبيت عند ربّي فيطعمني ويسقيني . ۵

۳۱۲.قال بعضهم في قوله عليه الصلاة والسلام :ارحموا ثلاثةً : عزيز قوم ذَلّ ، وغنيّ قوم افتقر ، و عالم يجري عليه حكم جاهل ۶ .
معناه : عزيز بالطاعة ذَلَّ بالمعصية ، وغنيّ بالطاعة والقناعة افتقَرَ بالحرص ، وقلب عالم باللّه يجري عليه أحكام جوارحه .
وأقول في هذا : عزيز بالمشاهدة والمكاشفة ذلّ بالحجاب ، وغنيٌّ بالمعرفة افتقر بالنكرة ، وعالم باللّه سقط عن درجته ويجري عليه شماتة إبليس والنفس ، فيكون أسيراً بين أهل السالوس بلا قبول .

۳۱۳.وقال عائشة :يا رسول اللّه ، إنْ أدركتُ ليلة القدر فماذا أسأل اللّه ؟ قال صلى الله عليه و سلم : سلي

1.الظاهر أنّ هنا سقط من النسخة ، وهو تفسير قوله صلى الله عليه و آله : « كاد الفقر أن يكون كفراً » .

2.الكافي ، ج۲ ، ص۳۰۷ ؛ عوالي اللئالي ، ج۲ ، ص۷۱ ؛ كنز العمال ، ج۶ ، ص۴۹۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۲۷ ، ص۲۴۷ .

3.صحيح البخاري ، ج۳ ، ص۲۳۰ ، وفيه : « جعل رزقي تحت ظل رمحي » ؛ كنز العمال ، ج۴ ، ص۲۸۶ .

4.نص النصوص ، ص۱۶۹ ؛ مفاتيح الغيب ، ص۴۰ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۸ ، ص۳۶ .

5.بحار الأنوار ، ج۱۶ ، ص۳۹۰ .

6.بحار الأنوار ، ج۲ ، ص۴۴ ؛ ومع اختلاف يسير في : الكافي ، ج۸ ، ص۱۵۰ .

صفحه از 143