المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 96

ف إن صحّ ذلك عنه أو لم يصحّ ، فإنّ جميع أوقات رسول اللّه صلى الله عليه و سلمكانت وقتاً لا يسعه فيه غيراللّه عز و جل بسرّه وقلبه ، ولكن كان يريد بصفاته إلى الخلق حتّى يؤدّبهم ويعلّمهم ، ويجري على صفاته تلوين الأحكام لينتفع الخلق ، فإذا بدا على صفاته من أنوار سرّه أخذه عن الخلق أيضاً .
كما قالت عائشة : انتبهت ليلةً فلم أجد رسول اللّه صلى الله عليه و سلمفي فراشي ، فقلت : أطلُبُه ، فوقعتُ يدي على قدميه وهما منتصبتان ساجداً ذاكراً للّه فسمعتُ وهو يقول : أعوذ برضاك من سخطك ، الحديث .
فهذا هو الوقت الّذي كان يبدو من سرّه الأنوار على صفاته ، وإذا ردّت الأنوار إلى سرّه ردّ بصفاته إلى الخلق لينتفعوا به ويقتدوا به ، معنى صفاته أي ظاهره ، ومعنى سرّه أي باطنه .

۳۲۵.قال الشبلي :كان النبيّ صلى الله عليه و سلم لا ينزل في مقام ، وإنّما ينقل في سجوده من مقام إلى مقام ؛ ألا تراه أنّه قال في أوّل سجوده : سجد لك سوادي ، وآمن بك فؤادي ۱ ، فأخبر عن نفسه ، ثمّ قرب حتّى نسي نفسه فقال : أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بعفوك من عقوبتك ۲ ، فاشتغل بصفات اللّه ، ثمّ قرُب حتّى نسي الصفات فقال : أعوذبك منك ، ثمّ قرب حتّى قال : لا أحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، ثمّ قرب حتّى خرس وسكت كالصبيّ فى المهد ؛ يشغل مرّةً باللبن ومرّةً بالقماط ومرّةً بالشدّ ، ثمّ إذا تلذّذ بالنوم نسي القماط واللبن والشدّ ، ونام .

326.ومن استنباطهم معاني أخبار مرويّة عن رسول اللّه صلى الله عليه و سلم من طريق الفهم بخلاف ظاهره ما قال الشيخ أبو نصر السرّاج 3 : سمعتُ أباالحسين أحمد بن محمّد سالم

1.مستدرك الحاكم ، ج۱ ، ص۵۳۴ ؛ بحارالأنوار ، ج۷۹ ، ص۲۳۹ .

2.الكافي ، ج۳ ، ص۳۲۴ ؛ كنزالعمال ، ج۸ ، ص۲۲۵ ؛ بحارالأنوار ، ج۲۲ ، ص۲۴۵ .

3.أبو نصر السراج المعروف بطاووس الفقراء ، صاحب كتاب اللُّمَع ، راجع لأحواله : نفحات الأنس للجامي ، ص۲۸۹ و۷۹۸ وتلبيس الابليس لابن الجوزي ، ص۱۶۴ والطبقات للاسنوي ج۲ ، ص۲۸ ؛ وجستجو در تصوف ايران ، ص۶۸ .

صفحه از 143