المكنون في حقائق الكلم النبويّة (2) - صفحه 98

بالبصرة ، وقد سئل عن معنى قول النبيّ صلى الله عليه و سلم : أطيب ما أكل الرجل من كسب يده . ۱
فقال له السائل : نحن مستبدّون بالاكتساب إذاً ؟ ! فقال ابن سالم : الكسب سنّة الرسول ، والتوكّل حال الرسول صلى الله عليه و سلم ، وإنّما استنّ لهم الكسب لعلمه بضعفهم ، حتّى إذا عجزوا عن التوكّل الّذي حاله ، وسقطوا عن مرتبة التوكّل ودرجته ، وقعوا في الاكتساب الّذي هو سنّة ؛ ولولا ذلك لهلكوا .
وقال : سمعت أبا عمرو ، عند الواحد بن علوان ، برحبة مالك بن طوق قال : سأل رجل الجنيدَ رحمه الله/93/ وأنا عنده جالس ، عن معنى قوله صلى الله عليه و سلم : لو توكّلتم على اللّه حقّ توكّله لغذاكم كما يغذوا الطير ؛ تغذوا خماصاً ، وتروح بطاناً . ۲ وهوذا نرى أنّ الطير يطير في طلب الرزق من موضع إلى موضع ، ويتحرّك ويبحث ويطلب ؟
قال الجنيد : قال اللّه عز و جل : « إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا »۳ وإنّما طيران الطير وحركته من موضع إلى موضع ونقلته من مكانٍ إلى مكان من أجل الزينة الّتي ذكرهااللّه عز و جل ، فقد جعلها اللّه طيرانهم الزينة الّتي ذكراللّه ، لا لطلب الرزق .

۳۲۷.قال :وجدتُ في كتاب عمرو بن عثمان المكّي رحمه الله في معنى قول النبيّ صلى الله عليه و سلم : اُعبد اللّه كأنّك تراه ، وإن لم تكن تراه فإنّه يراك . ۴
وكذلك أجاب جبرئيل عليه السلام حين سأله عن الإحسان ف « أن تعبداللّه كأنّك تراه ، وان لم تكن تراه فإنّه يراك» .
فقال عمرو بن عثمان المكّي رحمه الله معنى قوله : « كأنّك تراه » شيء بين شيئين من رؤية

1.المجموع فى شرح المهذب ، ج۱۸ ، ص۲۹۳ ، وفيه : « يمينه » بدل « يده » .

2.مستدرك الوسائل ، ج۱۱ ، ص۲۱۷ ؛ عوالي اللئالي ، ج۴ ، ص۵۶ ؛ مسند أحمد ، ج۱ ، ص۵۲ ؛ مستدرك الحاكم ، ج۴ ، ص۳۱۸ ( مع اختلاف ) .

3.سورة الكهف ، الآية ۷ .

4.قد مرّ تفسير الحديث في حديث رقم ۱۱ .

صفحه از 143