إنّ هذه العبارة بطولها تدلّ على تناقض الشيخ في دعاويه ، وإنكاره للواضحات ، وعلى جهله بالفرق والمقالات والأقوال ومصادرها ومواردها . 
 مع أنّ أُسلوبه في تحوير الكلام ، وطرح الاحتمالات ، فيه تضليلٌ متعمَّدٌ للقارئ ، وهو عملٌ قبيحٌ بلا ريب . 
 3ً ـ ويقول الشيخ ابن تَيْمِيَّة : 
 مسمّى «الحَشْويّة» في لغة الناطقين به : ليس اسماً لطائفةٍ معيّنةٍ لها رئيسٌ قال مقالةً فاتّبعتْهُ ، كالجهميّة ، والكلابيّة ، والأشعرية . 
 ولا اسماً لقولٍ معيّنٍ ، مَنْ قاله كان كذلك . 
 والطائفة إنّما تتميّزُ بذكر قولها ، أو بذكر رئيسها ۱ . 
 وهُنا يبدو الشيخ الحرّاني أكثر جديّةً ، حيث يبدو مناقشاً في التسمية ، وأنّ النسبة إلى ماذا؟ فالحشو في نفسه ليس اسماً لشخصٍ ، ولا اسماً لرأيٍ وقولٍ . 
 ولكنّ ابن تَيْمِيَّة يعرف الحقيقة ، وقد وقف عليها من خلال كتب الملل والنحل والعقائد ، فماذا يُريد أن يفعلَ ويُنكر هذه المرّة؟ 
 إنّ كلمة الحَشْويّة نسبةٌ إلى «الحشو» وقد ذكروا وجوهاً للنسبة ، ووجه تسمية القوم بذلك ، كما عرفنا مفصّلاً . 
 وإذا لم يكن اسماً لشخص ، أو لرأي ، فثُمَّ ماذا؟ 
 وأمّا أنّ ابن تَيْمِيَّة الحرّاني يعرف الحقيقة ، فاقرأ النصّ التالي : 
 4ً ـ قال : ينبغي النظر في الموسُومين بهذا الاسم ، وفي الواسمين لهم به ، أيُّهما أحقّ؟ 
 وقد علم أنّ هذا الاسم ممّا اشتهر عن النُفاة ، ممّن هو مظنّة الزندقة ، كما ذكر العلماء كأبي حاتم وغيره : إنّ علامة الزنادقة تسميتهم لأهل الحديث حشويةً .
                         
                        
                            1.بيان تلبيس الجهميّة (۱/۲۴۲) .