أهل الحديث خاصّة بالحشوية ، وبأنّ التسمية جاء ت من أعلام كبار كالجويني والغزالي . 
 فأين الانكار السابق؟ للمعنى ، والتسمية ، والمسمّى ، والمتّهِم ، والمتّهَم؟ 
 ولم يترك ابن تَيْمِيَّة ما تعوّد عليه من السبّ والقذف لمن يُحاججه ، فقد جعل تسمية أهل الحديث «حَشْويّةً» علامةَ الزندقة ، وجعل مَنْ يتلفظ بهذا الاسم عليهم مظنّةَ الزندقة ، حتّى لو كان المسمِّي مثل أبي المعالي الجويني ، والغزالي وغيرهما من كبار علماء الأمّة الإسلاميّة المجيدة . 
 ولا يتحاشى في هذا أيَّ كذبٍ أو هُراءٍ ، فانظر الفقرة التالية : 
 5ً ـ ففي كلامٍ له ـ بعد أن ذكر أنّه : لا يجوز تعليق الحبّ والبغض والموالاة والمعاداة إلّا بالأسماء الشرعيّة ، وأمّا أسماء التعريف كالأنساب والقبائل فيجوز أن يعرف بها ما دلّت عليه ، ثمّ يُنظر في موافقته للشرع ومخالفته له ـ قال : وإذا كان كذلك : فأوّل مَنْ عُرِفَ أنّه تكلّم في الاسلام بهذا اللفظ [الحَشْويّة] عمرُو بن عبيد ـ رئيس المعتزلة فقيههم وعابدهم ـ فإنّه ذُكِرَ له عن ابن عمر شي ءٌ يُخالف قوله ، فقال : «كان ابن عمر حشوياً» نسبه إلى «الحشو» وهم العامّة والجمهور ، وكذلك تسمّيهم الفلاسفة والمعتزلة ونحوهم يُسمّونهم «الحَشْويّة» . 
 والمعتزلة تعني بذلك كلّ مَنْ قال بالصفات ، وأثبت القَدَر . 
 وأخذ ذلك عنها متأخّرو الرافضة ، فسمّوهم الجمهور بهذا الاسم . 
 وأخذ ذلك عنهم القرامطة الباطنية فسمّوا بذلك كلّ مَن اعتقد صحّة ظاهر الشريعة ، فمن قال ـ عندهم ـ بوجوب الصلوات الخمس والزكاة المفروضة وصوم رمضان وحجّ البيت وتحريم الفواحش والمظالم والشرك ونحو ذلك ، سمّوه «حشوياً» ۱ .
                         
                        
                            1.بيان تلبيس الجهميّة (۱/۲۴۴) .