جامعونا على ما نحن عليه من الحقّ، وإن أَبَوْا كان أعظم لحجّتنا عليهم».
فقبلتُ منهم، وكففتُ عنهم، إذ ونيتُم وأبيتُم، فكان الصلحُ بينكم وبينهم على رجلين، يُحييان ما أحيا القرآن، ويُميتان ما أمات القرآن، فاختلف رأيُهما، وتفرّق حكمُهما، ونبذا ما في القرآن، وخالفا ما في الكتاب، فجنَّبَهما الله السداد، ودلاّهما في الضلالة، فانحرفت فرقةٌ منّا فتركناهم ما تركونا، حتى إذا عاثُوا في الأرض يقتلون ويُفسدون، أتيناهم فقلنا: ادفعوا إلينا قتلةَ إخواننا، ثم كتاب الله بيننا وبينكم. قالوا: كلّنا قتلهم، وكلّنا استحلَّ دماء هم.
وشدّت علينا خيلُهم ورجالُهم، فصرعهم الله مصارع الظالمين. فلمّا كان ذلك من شأنهم أمرتكم أن تمضوا من فوركم ذلك إلى عدوّكم، فقلتم: كلّتْ سيوفُنا ونفدتْ نبالنا، ونصلت أسنّة رماحنا، وعاد أكثرها قصداً؛ فارجع بنا إلى مصرنا لنستعدّ بأحسن عُدّتنا، فإذا رجعت زدت في مقاتلتنا عدة من هلك منّا وفارقنا، فإن ذلك أقوى لنا على عدوّنا.
فأقبلتُ بكم، حتى إذا أطللتُم على الكوفة أمرتُكم أن تنزلوا بالنُخيلة، وأن تلزموا معسكركم، وأن تضمّوا قواصيكم، وأن توطنوا على الجهاد أنفسكم، ولا تكثروا زيارة أبنائكم ونسائكم، فإنّ أهل الحرب المصابروها، وأهل التشمير فيها الذين لا ينقادون من سَهَر ليلهم ولا ظمأنهارهم، ولا خمص بطونهم.
ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (6/96).
الغلاة
۳۱۰.أَنَا (مَنْ ؟؟).
۰.قام ابن سبأ إلى الامام عليه السّلام وهو يخطب، فقال:أَنْتَ أَنْتَ! وجعل يكرّرها!.
فقال عليه السّلام : ويلك! مَنْ أَنَا؟ فقال: أَنْتَ اللهُ!!، فأَمَرَ بِأَخْذِهِ وأَخْذِ قومٍ كانُوا مَعَهُ على رأيه.
ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(5/5).