أنا،ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - صفحه 160

۰.ومن كلامه قبل موته عليه السّلام :أَيُّهَا الناسُ، كُلُّ امْرِى ءٍ لاَقٍ بِمَا يَفِرُّ مِنْهُ في فِرَارِهِ، وَالاَْجَلُ مَسَاقُ النفْسِ، وَالْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ. كَمْ أَطْرَدْتُ الاَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هذَا الاَمْرِ، فَأَبَى الله إِلاَّ إِخْفَاءَ هُ، هَيْهَاتَ! عِلْمٌ مَخْزُونٌ!.
أَمَّا وَصِيَّتِي:
فَالله لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَمُحَمَّداً فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْن الْعَمُودَيْنِ، وَأَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَخَلاَكُمْ ذَمٌّ، مَالَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِى ءٍ مَجْهُودَهُ، وَخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، وَدِينٌ قَوِيمٌ، وَإِمَامٌ عَلِيمٌ.
أَنَا بِالاَْمْسِ صَاحِبُكُمْ، وَأَنَا الْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ! غَفَرَ الله لي وَلَكُمْ! إِنْ تَثْبُتِ الْوَطْأَةُ في هذِهِ المَزَلَّةِ فَذَاكَ، وَإِنْ تَدْحَضِ القَدَمُ فَإِنّا كُنَّا في أَفْيَاءِ أَغْصَان، وَمَهَابِّ رِيَاح، وَتَحْتَ ظِلِّ غَمَام، اضْمَحَلَّ في الجَوِّ مُتَلَفَّقُهَا، وَعَفَا في الأرْضِ مَخَطُّهَا. وَإِنَّمَا كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً، وَسَتُعْقَبُونَ مِنِّي جُثَّةً خَلاَءً: سَاكِنَةً بَعْدَ حِرَاك، وَصَامِتَةً بَعْدَ نُطْق ، لِيَعِظْكُمْ هُدُوئي، وَخُفُوتُ إِطْرَاقِي، وَسُكُونُ أَطْرَافي، فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَلْمُعْتَبِرِينَ مِنَ الْمَنْطِقِ البَلِيغِ وَالقَوْلِ المَسْمُوعِ.
وَدَاعِي لَكُم وَدَاعُ امْرِئٍ مُرْصِد لِلتلاَقِي!.
غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي، وَيُكْشَفُ لَكُمْ عَنْ سَرَائِرِي، وَتَعْرِفُونَنِي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي وَقِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي.

نهج البلاغة (ص 207- 208) الخطبة 149.

0.ومن كلام له عليه السّلام قاله قُبَيْلَ موته لمّا ضربه ابن ملجم على سبيل الوصية:وَصِيَّتِي لَكُمْ أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِالله شَيْئاً، وَمُحَمَّدٌ صلّى الله عليه و آله فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَينِ، وَخَلاَ كُمْ ذَمٌّ.
أَنَا بالأَمْسِ صَاحِبُكُمْ، وَاليَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ، إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي، وَإِنْ أَفْنَ فَالفَنَاءُ مِيعَادِي، وَإِنْ أَعْفُ فَالعَفْوُ لِي قُرْبَةٌ، وَهُوَ لَكُمْ حَسَنَةٌ.
فَاعْفُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ ـ والله ـ مَا فَجَأَنِي مِنَ الْمَوْتِ وَارِدٌ كَرِهْتُهُ، وَلاَ طَالِعٌ أَنْكَرْتُهُ، وَمَا كُنْتُ إِلاَّ كَقَارِب وَرَدَ، وَطَالِب وَجَدَ وَمَا عِنْدَ الله

صفحه از 164