أيّها الناس، إنّ الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيد ولا محيص، من لم يُقتل مات، إن أفضل الموت القتلُ، و الذي نفسُ عَلِيٍّ بيده لأَلْفُ ضربةٍ بالسيف أهونُ من مَوْتةٍ واحدةٍ على الفراش.
اللهمّ إنّ طلحة نَكَثَ بيعتي، وأَلّبَ على عثمان حتى قَتَلَه، ثمّ عَضَهني به ورماني. اللهمّ فلا تُمهله.
اللهمّ إنّ الزُبير قَطَعَ رحمي، ونَكَثَ بيعتي، وظاهَرَ عليَّ عدوّي، فاكفنيه اليوم بما شئتَ.
ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة (1/306).
۷.أَنَا أَبُو حَسَن.
۰.ومن كتاب له عليه السّلام إلى معاوية:وَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ عَنْك جَلاَبِيبُ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ دُنْيَاً قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا، وَخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا، دَعَتْك فَأَجَبْتَهَا، وَقَادَتْك فَاتَّبَعْتَهَا، وَأَمَرَتْك فَأَطَعْتَهَا، وَإِنَّهُ يُوشِك أَنْ يَقِفَك وَاقِفٌ عَلَى مَا لاَ يُنْجيِك مِنْهُ مِجَنٌّ، فَاقْعَسْ عَنْ هذَا الاَْمْرِ، وَخُذْ أُهْبَةَ الْحِسَابِ، وَشَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ، وَلاَ تُمَكِّنِ الْغُوَاةَ مِنْ سَمْعِكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ أُعْلِمْك مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّك مُتْرَفٌ قَدْ أَخَذَ الشيْطَانُ مِنْك مَأْخَذَهُ، وَبَلَغَ فِيكَ أَمَلَهُ، وَجَرَى مِنْك مَجْرَى الروحِ وَالدمِ.
وَمَتَى كُنْتُمْ ـ يَا مُعَاوِيَةُ ـ سَاسَةَ الرعِيَّةِ، وَوُلاَةَ أَمْرِ الاُْمَّةِ ؟ بِغَيْرِ قَدَم سَابِق، وَلاَ شَرَف بَاسِق، وَنَعُوذُ بِالله مِنْ لُزومِ سَوَابِقِ الشقَاءِ، وَأُحَذِّرُك أَنْ تَكُونَ مُتَمادِياً في غِرَّةِ الأُمْنِيَّةِ، مُخْتَلِفَ الْعَلاَنِيَةِ والسرِيرَةِ. وَقَدْ دَعَوْتَ إِلَى الْحَرْبِ، فَدَعِ الناسَ جَانِباً وَاخْرُجْ إِلَيَّ، وَأَعْفِ الْفَرِيقَينِ مِنَ الْقِتَالِ، لِتَعْلَمَ أيُّنَا الْمَرِينُ عَلَى قَلْبِهِ، وَالْمُغَطَّى عَلَى بَصَرِهِ !
فَأَنَا أَبُو حَسَن قَاتِلُ جَدِّك وَخَالك وأَخِيك شَدْخاً يَوْمَ بَدْر، ذلك السيْفُ مَعِي، وَبِذلك الْقَلْبِ أَلْقَى عَدُوِّي، مَا اسْتَبْدَلْتُ دِيناً، وَلاَاسْتَحْدَثْتُ نَبِيّاً، وَإنِّي لَعَلَى الْمِنْهَاجِ الذي تَرَكْتُمُوهُ طَائِعِينَ، وَدَخَلْتُمْ فِيهِ مُكْرَهِينَ.
وَزَعَمْتَ أَنَّك جِئْتَ ثَائراً بِدَمِ عُثْمانَ، وَلَقَدْ عَلِمْتَ حَيْثُ وَقَعَ دَمُ عُثْمانَ فَاطْلُبْهُ