إلى أن قال: وهذا الذي قال عليه السّلام أنّ الصمد هو السيد المصمود إليه ، هو معنى صحيح موافق لقوله تعالى: ليسَ كَمِثلِه شي ء والمصمود إليه : المقصود، في اللغة. ثمّ أورد عدّة شواهد شعرية منها عجز هذا الشاهد ، وقال : ومثل هذا كثير ، والله عزّوجلّ هو السيّد الصمد الذي جميع الخلق من الجنّ والإنس إليه يصمدون في الحوائج، وإليه يلجأون عند الشدائد، ومنه يرجون الرخاء ودوام النعماء، ليدفع عنهم الشدائد.
[ 16 ][البسيط]
عَلَوتُهُ بحُسامٍ ثمُّ قلتُ لَهُ-خُذْها حُذيفُ فأنتَ السيِّدُ الصَّمدُ
القائل: في (الكافي): هو شدّاد بن معاوية في حُذيفة بن بدر، وشدّاد بن معاوية هو أبو عنترة الشاعر الجاهلي المشهور بشجاعته، وشدّاد أحد قادة بني عبس الفرسان في حرب داحس والغبراء التي كانت بين عبس وذبيان.
لكن الذي في (العقد الفريد) أنّ قاتل حُذيفة بن بدر الوارد اسمه في البيت، هو عمرو بن الأسلع العبسي والحارث بن زهير، فقال عمرو بن الأسلع مفتخراً على بني ذبيان:
إنّ السماء وإنّ الأرض شاهدةٌ-والله يشهدُ والإنسانُ والبلدُ
أني جزيتُ بني بدرٍ بسعيهم-يوم الهباء ة۱قتلاً ما له قَودُ
لمّا التقينا على أرجاء جُمّتها-والمشرفية في أيماننا تَقِدُ
علوتهُ بحسامٍ ثمّ قلت له-خُذها حذيف فأنت السيدُ الصمدُ۲
فالبيت منسوب في (العقد الفريد) إلى عمرو بن الأسلع، وكذلك نسبه
1.الهباء ة: أرض ببلاد غطفان، ويوم الهباء ة : أحد أيّام داحس والغبراء.
2.راجع العقد الفريد / ابن عبد ربه۶: ۱۸ ـ ۲۰.