عليه قوله في البيت الذي بعده:
ولكنّما أسعى لمجدٍ مؤثّل-وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي
ومعنى البيت: ولو ثبت كون سعيي لأدنى معيشة لكفاني قليل من المال ولم أطلب الملك. وهو معنى صحيح لا غبار عليه، ولو جعلنا البيت من باب التنازع لكان المعنى: ولو ثبت كون سعيي لأدنى معيشة لكفاني قليل من المال ولم أطلب ذلك القليل، وهو معنى متناقض بعيد عن مراد الشاعر.
وقد أورده الشيخ في حديثه عن فرض الأرجل في الوضوء على ضوء قوله تعالى: وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم۱ في قراء ة نصب الأرجل، وكون عطف الأرجل على محلّ الرؤوس أولى من عطفها على الوجوه، لأنّ إعمال الأقرب ـ وهو العامل الثاني ـ أولى من إعمال الأبعد، ثمّ أورد عدّة شواهد قرآنية وشعرية على ذلك ذكرنا بعضها في الشاهد(9).
ثمّ إنّه ردّ ما يدلّ على إعمال الأوّل، فقال: فأمّا قول أمرئ القيس وإعمال الأوّل ـ وأنشد الشاهد ـ فأوّل ما فيه: أنّه شاذ وخارج عن بابه ولا حكم على الشاذ، والثاني: إنّما رفع لأنّه لم يجعل القليل مطلوباً، وإنّما كان المطلوب عنده الملك، وجعل القليل كافياً، ولو لم يرو هذا ونصب فسد المعنى.
[ 33 ][الطويل]
كأنّ ثَبيراً في عَرانينِ وَبْلِهِ-كبيرُ اُناسٍ في بِجادٍ مُزَمّلِ
القائل: امرؤ القيس، وقد تقدّمت ترجمته في الشاهد (7).
التخريج: (التهذيب) 1: 66 / 187 ـ باب صفة الوضوء، وأورده ابن جني في