الشواهد الشعرية و مناسباتها في الكتب الأربعة الحديثيّة - صفحه 88

(الخصائص)، وابن الشجري في (أماليه) وغيرهما ۱ .
شرح الغريب: ثبير: جبل بمكّة، العرانين: جمع عرنين، وهو الأنف، واستعارها هنا لأوائل المطر، والوبل: مصدر وبلت السماء وبلاً، إذا أنت بالوابل، وهو ما عظم من القطر، وضمير (وبله) راجع إلى السحاب في بيت قبله.
وفي الديوان: كأنّ أباناً في أفانين وَدْقِهِ، وأبان: اسم جبل، وأفانين وَدْقِهِ: ضروب وَدْقِهِ ، والودق: المطر، والبِجاد: كساء مخطّط من أكسية الأعراب يتّخذ من وبر الإبل وصوف الغنم، والمزمّل: اسم مفعول بمعنى الملفّف، وقد شبّه الشاعر الجبل وقد غطّاه الماء والغُثاء بشيخ قد تلفّف بكساء مخطّط.
الشاهد فيه: قوله (مزمّلِ) فقد جرّه لمجاورته (بجاد) مع كونه صفة لكبير، وكان حقّها الرفع. وقد أورده الشيخ الطوسي عند كلامه عن فرض الأرجل في الوضوء على قراء ة جرّ الأرجل في قوله تعالى: وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم۲ فقد قيل: إنّها مجرورة بالمجاورة للرؤوس، ولا يوجب ذلك اشتراكها معها في الحكم، كما قال الشاعر (وأنشد البيت) والمزمّل من صفات الكبير لا البجاد، وأبطل الشيخ هذا النوع من الأعراب من عدّة وجوه ذكرناها في الشاهد(11).
ومنها: أنّ الأعراب بالجوار إنّما استحسن بحيث ترتفع الشبهة في المعنى، ألا ترى أنّ الشبهة زائلة في قوله (مزمّل)، فمعلوم أنّه من صفات الكبير لا البجاد، وليس هكذا الآية، لأنّ الأرجل يصحّ أن يكون فرضها المسح كما يصحّ أن يكون الغسل، والشكّ في ذلك واقع غير ممتنع، فلا يجوز إعمال المجاورة فيها لحصول اللبس والشبهة، ولخروجه عن باب ما عهد استعمال القوم الجوار فيه.

1.الخصائص۱: ۱۹۲ و۳: ۲۲۱، الأمالي / ابن الشجري۱: ۹۰، ديوان امرئ القيس: ۶۲، المعلّقات العشر / الزوزني: ۹۲، خزانة الأدب / البغدادي۵: ۹۸، مغني اللبيب / ابن هشام۲: ۶۶۹ و ۸۹۵، لسان العرب ـ خزم ـ ۱۲: ۱۷۷.

2.المائدة: ۵ / ۶.

صفحه از 120