الشواهد الشعرية و مناسباتها في الكتب الأربعة الحديثيّة - صفحه 89

وذكر الشيخ أيضاً أنّ الآية المباركة لا يمكن حملها على البيت، لأنّ الأعراب بالجوار صحّ في البيت لعدم وجود حرف العطف، وقد تضمّنت الآية حرف العطف، ولا حكم للمجاورة مع وجود حرف العطف.
ونضيف هنا وجهين يخرجان البيت من الحمل على الجوار:
1 ـ ذكر أبو علي الفارسي وابن جنّي وابن الشجري وغيرهم أنّ (مزملاً) ليس على الخفض بالجوار، بل هي صفة حقيقيّة لبجاد، لأنّه أراد (مزمل فيه) ثمّ حذف حرف الجرّ، فارتفع الضمير واستتر في اسم المفعول ۱ .
2 ـ أنّ الشاعر قد أقوى في البيت، والإقواء هو المخالفة بين حركة حرف الروي المطلق بكسر وضمّ، وذلك شائع على ألسنتهم، وذكرنا له مثالاً عند الشاهد (11).

[ 34 ][الطويل]

وأطْوِي عَلى الخُمصِ الحوايا كأنَّها-خُيُوطةُ مارِيّ تُغَارُ وتُفْتَلُ
القائل: تأبّط شرّاً، وهو ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي، ـ وفي الكافي: العدواني ـ أبو زهير، من مضر، شاعر عدّاء، من فتّاك العرب في الجاهلية، كان من أهل تهامة، مات مقتولاً نحو سنة 80 قبل الهجرة، وسمّي تأبّط شراً لأنّه أخذ سيفاً أو سكيناً تحت إبطه وخرج، فسئلت أُمّه عنه فقالت: تأبّط شراً وخرج. وقيل: لأنّه كان يتأبّط أشياء مخيفة كالأفاعي والغول والسلاح وغيرها ۲ .
التخريج: (الكافي) 3: 331 / 7 ـ كتاب الصلاة ـ باب ما يسجد عليه وما

1.راجع الخصائص / ابن جنّي۱: ۱۹۲ / ۴: ۲۲۱، وخزانة الأدب / البغدادي۵: ۹۹، الأمالي / ابن الشجري۱: ۹۰.

2.أسماء المغتالين / ابن حبيب: ۲۱۵ ضمن الجزء الثاني من نوادر المخطوطات، الشعر والشعراء / ابن قتيبة: ۱۹۷، الأغاني / أبو الفرج۲۱: ۱۲۷ ـ ۱۷۳، شرح شواهد المغني / السيوطي۱: ۵۱ ـ ۵۲، الأعلام / الزركلي۲: ۹۷.

صفحه از 120