الشواهد الشعرية و مناسباتها في الكتب الأربعة الحديثيّة - صفحه 95

التخريج: (التهذيب) 1: 66 / 187 ـ باب صفة الوضوء، وأورده الشيخ في (التبيان) ۱ ، والبيت في ديوان الشاعر في قصيدة طويلة مطلعها:

هُريرةَ ودّعها وإن لامَ لائمُ-غَداةَ غَدٍ أم أنت للبَينِ واجِمُ۲
شرح الغريب: ثوى بالمكان يثوي ثَواءً: أقام فيه، اللُّبانة: الحاجة عامّة ، أو الحاجة من غير فاقة، بل من هِمّة أو نَهْمة، يُقال: ما قضيت منه لُبانتي، أي شهوتي.
الشاهد فيه: قوله (ثواءٍ) فقد زعم أنّه مجرور لمجاورته (حولٍ) وقد أورده الشيخ الطوسي رادّاً عليه معارضاً له، وذلك عند حديثه عن فرض الأرجل في الوضوء على قراء ة جرّ الأرجل في قوله تعالى: وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم۳ فقد قيل إنّها مجرورة لمجاورتها الرؤوس، وذلك يوجب اشتراكها مع الرؤوس في الاعراب لا في الحكم، ومن ذلك قول الشاعر (وأورد الشاهد).
وقد أبطل الشيخ وجه المجاورة في هذا البيت حيث قال: فأمّا البيت الذي أنشدوه للأعشى، فقد أخطأوا في توهّمهم أنّ هناك مجاورة، وإنّما جرّ (ثواء) بالبدل من (الحول). والمعنى لقد كان في ثواءٍ ثويته تقضّي لُبانات، وهذا القسم من البدل هو بدل الأشتمال، كما قال تعالى : قُتل أصحابُ الاُخدود النارِ ذاتِ الوَقود۴ وقال تعالى: يسألونك عن الشهرِ الحرامِ قِتالٍ فيه۵

[ 40 ][الطويل]

ألا زَعَمْتَ بالغَيبِ ألا أُحِبّها-إذا أنا لم يَكْرُمْ عليّ كريمُها

1.التبيان۳: ۴۵۳.

2.ديوان الأعشى: ۱۹۷.

3.المائدة: ۵ / ۶.

4.البروج: ۸۵ / ۴.

5.البقرة: ۲ / ۲۱۷.

صفحه از 120