القائل: كُثيّر بن عبدالرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، أبو صخر ، المعروف بكثير عَزّة، وهي صاحبته عزّة بنت جميل الضَّمرية، وكان مولعاً بها، عفيفاً في حبّه لها، وفد على عبدالملك بن مروان وعمر بن عبدالعزيز، وكانا يعظّمانه ويكرمانه، وهو على مذهب الكيسانية، يقول بإمامة علي والحسن والحسين عليهم السّلام ومحمّد بن الحنفيّة رضي الله عنه ، ويعتقد بغيبة الأخير، وأنّه سيعود بعد غيبته، وقد عبّر عن ذلك في بعض أشعاره، وتوفّي بالمدينة سنة 105 هـ ، وقيل : سنة 107هـ ۱ .
التخريج: (الكافي) 8: 374 / 561 ـ كتاب الروضة، والبيت في ديوان الشاعر ولفظه هكذا:
وقد علمت بالغيب أنّ لن أودّها-إذا هي لم يكرُم عليّ كريمُها
وأورده الكشي في (الرجال)، والعلامة المجلسي في (المرآة) ۲ .
شرح الغريب: كريمها: أي ذو المكانة عندها، ومراده إن لم أكن محبّاً لمن يحبّها من ذوي الكرامة والمكانة عندها، لم أكن محبّاً صادقاً لها.
المناسبة: روى الشيخ الكليني بالإسناد عن يونس بن ظبيان، قال: قلت: لأبي عبدالله عليه السّلام :... ألا تنهى حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة عن المفضّل بن عمر؟ فقال: «يا يونس، قد سألتهما، وكتبت إليهما، وجعلته حاجتي إليهما، فلم يكفّا عنه، فلا غفر الله لهما، فوالله لكثير عزّة أصدق في مودّته منهما في ما ينتحلان من مودّتي حيث يقول: (البيت) أما والله لو أحبّاني لأحبّا من اُحبّ».
قال العلامة المجلسي: هذا الخبر يدلّ على جلالة المفضّل وذمّهما، لكنّه على
1.سير أعلام النبلاء۵: ۱۵۲، الشعر والشعراء / ابن قتيبة: ۳۴۰، شرح شواهد المغني / السيوطي ۱: ۶۴، عيون الأخبار / ابن قتيبة۱: ۱۴۷ ـ ۱۴۸، كمال الدين / الصدوق: ۳۲، الفصول المختارة / المفيد: ۲۴۲.
2.ديوان كثير: ۳۳۰، رجال الكشي: ۳۲۲ / ۵۸۳ و۳۲۹ / ۵۹۸، مرآة العقول۲۶: ۵۶۰.