شمائل الرسول المصطفي(ص)في التراث الإماميّ - صفحه 124

۱۸۱.وعن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ ابن الحسين(ع) قال:حدّثني عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسن بن عليّ، عن الحسين بن عليّ(ع) أنّه سأل أباه عن مجلس رسول اللّه(ص) فقال: كان (ص) لا يجلس ولا يقوم إلّا على ذِكْرٍ، ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قومٍ جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويُعطي كلّ جلسائه نصيبَه، ولا يحسب من جلسائه أنّ أحداً أكرم عليه منه، مَن جالسه صابَرَه حتّى يكون هو المُنْصَرِف عنه، مَن سأله حاجةً لم يرجع إلّا بها أو بميسورٍ من القول، قد وسع الناسَ منه خُلُقَه وصار لهم أباً رحيماً، وصاروا عنده في الحقّ سواء، مجلسه مجلسُ حِلْمٍ وحياءٍ وصدقٍ وأمانةٍ، لا ترتفع فيه الأصوات، ولا تُؤْبَنُ فيه الحُرُم ۱ ، ولا تنثى فَلَتاته ۲ ، متعادلين، متواصلين فيه بالتقوى ، متواضعين، يوقّرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويُؤْثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب.
قال الحسين(ع): فقلت: كيف كان سيرته في جلسائِه؟
فقال: كان دائم البِشْر ۳ ، سَهْل الخُلُق، ليّن الجانب، ليس بفظّ ۴ ، ولا غليظٍ، ولا صَخّابٍ ۵ ، ولا فحّاشٍ، ولا عيّابٍ، ولا مدّاحٍ، يتغافل عمّا لا يشتهي فلا يُؤْيَسُ منه، ولا يخيب فيه مُؤَمّله، قد ترك نفسَه من ثلاثٍ: المِراء، والإكثار، وما لا يَعْنيه؛ وترك الناسَ من ثلاثٍ: كان لا يذمّ أحداً ولا يُعيّره، ولا يطلب عثراته ولا عَوْرته، ولا يتكلّم إلّا فيما رجا ثوابَه، إذا تكلّم أطْرَق جلساؤه كأنّما على رؤوسهم

1.أي: لا يُعاب الناس في مجلسه، ولا تُنتهك الحُرُمات فيه

2.أي: لا يحدّث بما وقع في مجلسه من الهفوات والزلّات، ولا تُذاع بين الناس

3.البِشْر: بَشاشَة الوجه

4.الفَظّ: الغليظ، السيّى ء الخُلُق، الخشن الكلام

5.الصَخّاب: الشديد الصّياح

صفحه از 204