كتاب «غريب الحديث في بحارالأنوار» علي طاولة النقد - صفحه 315

والمزايا التي تتميّز بها عن مشابهاتها.
وهذا كلّه للدقّة الفائقة في اللغة العربية ممّا سما بها إلى هذه المنزلة فصارت لغة القرآن الكريم ولغة أهل البيت(ع).
كما أنّ في اللغة العربية - كغيرها - مجازات وكنايات واستعارات لا يفهمها إلّا أهل اللغة، ومن له اطّلاع وتوغّل فيها، ولا يخلو كلام بليغ عن أحدها.
وبما أنّ كلام أهل البيت(ع) في المرتبة العليا من البلاغة والفصاحة، بل هم أفصح الناس، فلابدّ من فهم كلامهم بما يناسب فصاحتهم وبلاغتهم ولغتهم التي يتكلّمون بها.
ولهذا أمرنا أهل البيت(ع) ببيان لطائِفه وظرائِفه للناس كي يتذوّقوا طعم حلاوته، وينجذبوا بفاتِن حُسنه.
فورد في الخبر الشريف المرويّ في الكافي، عن جميل بن درّاج قال: قال أبو عبداللّه(ع): «أعْرِبُوا حديثنا فإنّا قومٌ فُصحاء» ۱ وأحد معاني الإعراب هو بيان المعنى؛ أي بيّنوا معانيه.
ولذا قال العلّامة المجلسي(ره) - بعد نقل نظير هذا الخبر - ما هذا لفظه: «أي أظهِروه وبيّنوه، أو لا تتركوا فيه قوانين الإعراب، أو أعرِبوا لفظَه عند الكتابة» ۲ .
وممّا يبيّن أهمّية بيان معاني كلام أهل البيت(ع) هو ما رواه طلحة بن زيد قال: «سمعت أبا عبداللّه(ع) يقول: «إنّ رواة الكتاب كثيرٌ، وإنّ رُعاته قليلٌ، وكم من مستنصح للحديث مستغشٍّ للكتاب، فالعلماء يحزنهم ترك الرّعاية، والجُهّال يحزنهم حفظ الرواية، فراعٍ يرعى حياته، وراعٍ يرعى هلكته، فعند ذلك اختلف الراعيان، وتغاير الفريقان» ۳ .

1.الكافي: ۱ / ۵۲ / ۱۳

2.بحار الأنوار: ۲ / ۱۵۱

3.الكافي: ۱ / ۴۹ / ۶

صفحه از 326