كتاب «غريب الحديث في بحارالأنوار» علي طاولة النقد - صفحه 319

أشار إلى اختلافات الخبر الواحد الوارد في المصادر المختلفة.
فصار موسوعة حديثيّة شاملة لمختلف الأبواب، مفعمة ببيان الغامض من الألفاظ، وحلّ المشكل من الآثار، مضافاً إلى الفوائد الرجاليّة والتفسيريّة والعقائديّة و....
وممّا ينبغي الإشارة إليه هو أنّ فهم كلام المعصومين(ع) يحتاج إلى اطّلاع على جوانب عديدة نشير إلى أهمّها:
أ - معرفة اصطلاحات أهل البيت(ع)؛ إذ بدونها لا يتسنّى فهم كلامهم.
ب - معرفة أساليب استعمال أهل البيت(ع)؛ إذ لولاها فإنّ كلامهم يفهم بنحو خاطئ.
ج - معرفة موارد استعمال اللفظ في اللغة العربيّة، وهذا له أثر بالغ في اختيار المعنى المناسب للحديث.
وممّا يوضح ذلك: معرفة المراد بالاختلاف، في الخبر الشائع على الألسنة: «اختلاف اُمّتي رحمة».
وأنّ المراد به هل هو حسن وقوع الاختلاف بين الاُمّة؛ من قولهم: اختلف الشيئان: إذا لم يتّفقا ۱ !
أم يُراد به معنى آخر، وهو التردّد على أهل البيت(ع) لاستقاء المعارف الحقّة؛ من قولهم: اختلفَ إلى المكان: تردّد ۲ ؟
لا ريب أنّ المعنى المناسب للخبر والملائم للأخبار الاُخرى هو الثاني، فالاختلاف بالمعنى الأوّل يوجب النفرة والتباعد والتباغض بين الأفراد، وكلّها من مقولة: الشرّ لا من مقولة: الخير والرحمة.

1.انظر: المعجم الوسيط / مدّة خلف

2.المصدر السابق

صفحه از 326