كتاب «غريب الحديث في بحارالأنوار» علي طاولة النقد - صفحه 320

وللعلّامة المجلسي اضطلاع فيما ذكرناه من الاُمور، ممّا أعانه على بيان غريب الحديث.
وأمّا ملاحظاتنا على كتاب «غريب الحديث في بحار الأنوار» - جزى اللّه مؤلّفه خير الجزاء -
نلاحظ عليه - باعتباره كتاباً يُعنى بهذا الفنّ - اُموراً يمكن إدراجها تحت أحد القسمين التاليين: المعنى المذكور، والمنهج المتّبع.

أ - المعنى المذكور

1 - لابدّ من اختيار المعنى المناسب للّفظ المشروح مع ملاحظة ما يكتنفه في الحديث من القرائن:
ففي الجزء 1 / 348 ضمن مادّة حقق: (وعن أبي بصير: «أخرج أبو عبداللّه(ع) حُقّاً فأخْرج منه ورقة»: 3 / 285.
الحُقّة - بالضمّ -: وعاء من خشب والجمع: حُقّ).
فقد شرح لفظ «الحُقّ» بأنّه جمع الحُقّة. مع أنّ سياق الحديث لا يساعده، كما هو واضح، فإنّ الذي أخرجه الإمام وعاء واحد لا عدّة أوعية، كما يدلّ عليه قوله: «فأخْرج منه» فلابدّ أن يكون شرح «الحُقّ» يناسب هذا السياق، لا مجرّد بيان اللفظ، وإن لم يكُ مناسباً للحديث.
والصحيح هو: «الحُقّ: وعاءٌ صغير ذو غطاء، يُتّخذ من عاجٍ أو زجاج أو غيرهما» كما فسّره بذلك في المعجم الوسيط.
علماً أنّ الشرح المذكور أوّلاً لم يُسند إلى مصدر.
وفي الجزء 3 / 125 ضمن مادّة «غرر»: (وعنه(ص): «إيّاكم ومشارّةَ الناس؛ فإنّها تَدْفِنُ العُرّة، وتُظهر الغُرّة»: 70 / 408.

صفحه از 326