كتاب «غريب الحديث في بحارالأنوار» علي طاولة النقد - صفحه 321

الغُرّة - هاهنا: الحَسَنُ والعمل الصالح، شبّهَه بِغُرّة الفَرس، وكلّ شي ء تُرْفَع قيمته فهو غُرّة (النهاية).
فإنّ المعنى المذكور معاكس للمعنى الصحيح، كما لا يخفى؛ إذ لو كان كذلك لوجب التحضيض على المشارّة لا التحذير منها.
ويؤيّد ذلك ما ورد في نفس الجزء في الصفحة 104 ضمن مادّة «عور»: (وعن أبي عبداللّه(ع): «إيّاكم والمُشَارّة؛ فإنّها... تُظهر العَوْرَة»: 70 / 407، العَوْرة: هي كلّ ما يستحيى منه إذا ظَهر، وهي من الرّجُل ما بين السّرّة والرّكْبة، ومن المرأة الحرّة جميع جسدها إلّا الوجه واليدين (النهاية).
و«تُظهِر العورة» أي العيوب المستورة. وفي بعض النسخ «المُعوِرة»: اسم فاعل من أعور الشي ء؛ إذا صار ذا عَوار أو ذا عَوْرة؛ وهي العيب والقبيح، وكلّ شي ء يستره الإنسان أنَفَةً أو حياء فهو عورة، والمراد بها هنا القبيح من الأخلاق والأفعال.
وعلى النسختين المراد ظهور قبائحه وعيوبه، إمّا من نفسه فإنّه عند المشاجرة والغضب لا يملكها؛ فيبدو منه ما كان يخفيه، أو من خصمه فإنّ الخصومة سبب لإظهار الخصم قبح خصمه (المجلسي: 70 / 408).
علماً أنّ ما ذكر من المعنى أوّلاً نقلاً عن النهاية لا يناسب الحديث، كما هو واضح، بل المناسب هو ما ذكره المجلسي(ره).
2 - ذكر المعنى الحقيقي أوّلاً ثمّ بيان المعنى المجازي وغير المعروف، أو بيان المصاديق.
مع أنّنا لا نجد ذلك منهجاً وأساساً يعتمد عليه في تنظيم الكتاب:
ففي الجزء 2 / 373 ضمن مادّة صوع: (صوع: عن أبي الحسن(ع): «الغسل صاع من ماء، والوضوء مدّ، وصاع النبيّ(ص) خمسة أمداد، والمدّ وزن مائتين وثمانين درهماً، والدرهم وزن ستّة دوانيق، والدانق ستّة حبّات، والحبّة وزن

صفحه از 326