كتاب «غريب الحديث في بحارالأنوار» علي طاولة النقد - صفحه 325

حيث نقل الشرح من البحار، وأسنده إلى الصحاح مع غفلته عن إصلاح العبارة المنقولة بما يناسب المصدر المذكور.
فقال أوّلاً: «ففي الصحاح: عن ابن السكّيت...» ثمّ عزا الشرح للصحاح، مع إنّه لو كان الكلام منقولاً عن الصحاح مباشرة فلا يعقل أنّه يقول فيه «ففي الصحاح».
وفي الجزء 3/125 ضمن مادّة «غرر»: وعنه(ص): «إيّاكم ومشارّة الناس؛ فإنّها تَدْفِنُ العُرّة، وتُظهر الغُرّة»: 70 / 408.
الغُرّة - هاهنا -: الحَسَنُ والعمل الصالح، شبّهه بِغُرّة الفَرس، وكلّ شي ء تُرْفَع قيمته فهو غُرّة (النهاية).
فإنّ المعنى المذكور معاكس للمعنى الصحيح كما لا يخفى؛ وإنّما وقع في الاشتباه لأخذ الشرح من البحار، وقد نقل العلّامة المجلسي شرحه عن النهاية ووقع التصحيف في النقل، إذ الخبر في النهاية هكذا: «إيّاكم ومشارّة الناس؛ فإنّها تَدْفِنُ الغُرّة، وتُظهر العُرّة».
وهذان شاهدان واضحان لما قلناه.
5 - لابدّ من جعل الشرح المنقول عن المصادر ملائماً في متنه للحديث من النواحي المختلفة.
مع أنّنا نجده أحياناً ينقل الشرح عن النهاية لاشتمال الحديث فيها على اللفظ المقصود شرحه، من دون التفات إلى اختلاف الحديث فيها من جهات اُخرى.
ففي الجزء 4 / 15 ضمن مادّة «نتق»: عن أمير المؤمنين(ع) في صِفَة مكّة: «أقلّ نَتائِق الدّنيا مَدَراً»: 6 / 114، النّتائقُ: جمع نَتيقة، فَعِيلَة بمعنى مَفْعولة، من النّتْق؛ وهو أن تَقْلَع الشي ء فَتَرْفَعَه من مكانه لتَرْمِيَ به، هذا هو الأصل. وأراد بها هاهنا البلاد؛ لرفع بنائها، وشُهرتِها في موضعها (النهاية).
فإنّ المقطع الأخير وهو «لرفع بنائها، وشُهرتِها في موضعِها» لا يلائم الحديث

صفحه از 326