إلى غير ذلك من أَحْرُفٍ وقعت في (الصحيحين) من هذا القبيل ، ترى الكثير منها في كلام ابن حزمٍ على الأحاديث ۱ .
ونحن قد تكلّمنا على حديث السُّباطة وحديث سحر النبيّ صلى الله عليه وآله - وهما في الصحيحين - في جزءَيْن مُفْردَيْن ، وبيَّنّا بطلانَهما وعدمَ صحّتهما ، فاللَّه المستعان .
وصرّح الإمام الحافظ أبو الفيض شهاب الدين أحمد بن محمد بن الصدِّيق الحسنيّ الغُماريّ المغربيّ في خاتمة كتابه (المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير) ۲ : بأنّ في أحاديث الصحيحين ما هو مقطوعٌ ببطلانه .
قال : ولا تَتَهيَّب الحكمَ عليه بالوضع لما يذكرونه من الإجماع على صحّة ما فيهما ، فإنّها دعوىً فارغةٌ لا تثبت عند البحث والتمحيص ، فإنّ الإجماع على صحّة جميع أحاديث الصحيحين غير معقولٍ ولا مقبول .
قال : وليس معنى هذا أنّ أحاديثهما ضعيفة أو باطلة ، أو يوجد فيها ذلك بكثرةٍ كغيرهما من المصنَّفات في الحديث ، بل المراد أنّه يوجد فيهما أحاديث غير صحيحةٍ ، لمخالفتها للواقع ، وإن كان سندها صحيحاً على شرطهما ، وقد يوجد من بينها ما هو على خلاف شرطهما أيضاً - كما هو مبسوطٌ في محلّه - (انتهى) .
ولسيّدنا الإمام الشريف ابن شرف الدين العامليّ رحمه اللَّه تعالى سَبْرٌ عميقٌ - في بعض مصنّفاته - لجملةٍ من أحاديث الصحيحين الواردة من طريق أبي هريرة وغيره ، فينبغي لبُغاة الحقّ وأرباب العلم والفضل الوقوف على ذلك ، واللَّه الموفّق والمستعان .
هذه نُبذة يسيرة ممّا يتعلّق بمتون أحاديث الصحيحين .
وأمّا أسانيدها ، فقد يوجد من بينها ما هو على خلاف شرط البخاريّ
1.فتح الملك العليّ : ۱۲۴ - وانظر : نفحات الأزهار : ۶ / ۱۸۲ - ۲۳۵
2.المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير : ۱۳۸