في «أُسْد الغابة» ۱ - فلا غَرْوَ أن يتَحَذْلَق ويتملَّق لبني أُميّة - فراعنة الأمّة - فيُحدّث بمثل هذا الحديث على صَهَوات المنابر ، تقرّباً إليهم وتطييباً لنفوسهم ، كما كان ذلك دأب أهل الشام وغيرهم من أهل الأمصار ممّن اتّخذ إلههُ هواه ، وباع آخرته بدنياه ( فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)۲.
ثمّ إنّ في سَماعه من النبيّ صلى الله عليه وآله خلافاً ، فقال يحيى بن مَعينٍ : أهل المدينة يقولون : لم يسمع من النبيّ صلى الله عليه وآله وأهل العراق يُصحّحون سَماعه ۳ .
وقال ابن عبد البِرّ في (الاستيعاب) ۴ : لا يُصحّح بعضُ أهل العلم سَماعَه من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وهو عندي صحيحٌ ، لأنّ الشَّعْبيّ يقول عنه : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله - في حديثين أو ثلاثة - (اه ) .
لكن قال ابن مَعينٍ : ليس يروي عن النبيّ صلى الله عليه وآله حديثاً يقول فيه : سمعت ، إلّا في حديث الشَّعْبيِّ : «الجسد مُضْغَة» والباقي من حديثه إنّما هو عن النبيّ صلى الله عليه وآله ليس فيه «سمعتُ» ۵ فتنبّه .
(فصل)
وأمّا حديث عبداللَّه بن عبّاسٍ رضى الله عنه فقد أخرجه أحمد في (مسنده) ۶ قال : حدّثنا عفّان ، حدّثنا حمّاد ، أخبرنا ثابت ، عن أبي عثمان النَّهْديّ ، عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال : أهون أهل النار عذاباً أبو طالبٍ ، وهو متنعِّل نعلَيْن من نارٍ
1.اُسد الغابة في معرفة الصحابة : ۵ / ۳۲۸
2.البقرة : ۱۶
3.تهذيب التهذيب : ۵ / ۶۲۹
4.الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ۳ / ۵۵۱
5.تهذيب التهذيب : ۵ / ۶۲۸ - ۶۲۹
6.مسند أحمد : ۱ / ۲۹۰ - ۲۹۵