(فصل)
وأمّا حديث أبي هُرَيْرة الدَّوْسيّ ؛ فقد أخرجه أحمد في (مسنده) والدَّارِميّ في (سننه) وابن حِبّان في (صحيحه) والطبرانيّ في (الأوسط) والحاكم في (المستدرك) ۱ بطرقهم عن محمّد بن عَجْلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله قال : أهون أهل النار عذاباً عليه نعلان يغلي منهما دِماغه .
قلت : مَن كان عارفاً بأحوال أبي هريرة وأقواله ، واقفاً على سيرته في التزلّف إلى طغاة بني أميّة ، والتقرّب إلى أُمراء بني مروان وحكّامهم ؛ بوضع الأحاديث التي فيها إزراءٌ على آل أبي طالبٍ وانتقاصٌ لهم - شأن غيره من النواصب - لم يَرْتَبْ في اتّهامه بهذا الحديث وإلصاقه به ، وعدم انفكاكه عن وَضْعه .
وإذا الفِرْية في آفاقنا ذُكِرَتْ
فإنّما به فينا يُضرب المَثَل
وإن ابتغيتَ تحقيقَ ذلك ، ورُمْتَ الوقوفَ على حقيقة ما كان عليه (أبو هريرة) فعليك بما جمعه الإمام ابن شرف الدين العامليّ رحمه اللَّه تعالى في سيرته ، وانتقده من أحاديثه ، واللَّه يتولّى هُداك .
(فصل)
وأمّا حديث عُبيد بن عُمير بن قَتادة الجُندعيّ؛ فقد رواه البزّار عنه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : إنّ أدنى أهل النار عذاباً لرجلٌ عليه نعلان يغلي منهما دِماغه ، كأنّه مِرْجَلٌ ، مسامعه جَمْرٌ ، وأضراسه جَمْرٌ ، وأشفاره لَهَبُ النار ، وتخرج أحشاء جَنْبَيه
1.مسند أحمد : ۲ / ۴۳۲۲ - سنن الدارميّ : ۲ / ۷۹۷ ح ۲۷۴۱ - صحيح ابن حِبّان : ۱۶ / ۵۱۳ ح ۷۴۷۲ - المعجم الأوسط : ۷ / ۱۴۸ - ۱۴۹ ح ۶۲۶۷ - المستدرك على الصحيحين : ۴ / ۵۸۰