أبوطالب عمّ الرسول المصطفي(ص) مؤمن بني هاشم - صفحه 40

بالنطق بكلمة الإخلاص ، فقال له : قل كلمةً تجب لك بها الشفاعة يومَ القيامة ، قل : لا إله إلّا اللَّه ۱ ، بل قد أناط بها مطلقَ الشفاعة - كما في أحاديث كثيرة - .
فالمنفيُّ عند انتفاء الشفاعة جنسُ الشفاعة ، بمعنى عدمها بالكلّيّة ؛ لعدم أهليّة الكافر لها حتّى في بعض مراتب العذاب ، فالشفاعة للتخفيف في العذاب من مراتبها المنفيّة ، فافهم ۲ .
(الثالث) : أنّ الكافر ليس أهلاً للشفاعة مطلقاً ، كما قال سبحانه : ( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ)۳ وقال عزّ من قائلٍ : ( فما تنفعهم شفاعةُ الشافعين) وإنّما هي لأهل لا إله إلّا اللَّه ، ولمن مات لايُشرك بربّه شيئاً ۴ ، فلاتنال الشفاعة مُشْرِكاً ، ولذلك يُخلَّد الكفّارُ في نار جهنّم أعاذنا اللَّه منها ( لا يُخَفَّفُ عنهم العذابُ ولا هم يُنْظَرون) ( ولا هم يُنصرون)( لهم شرابٌ من حميمٍ وعذابٌ أليمٌ بما كانوا يكفرون) .
فإذا كان أبو طالبٍ قد مات كافراً - كما يزعم الخصم - فإنّه لا يُخفَّف عنه شي ءٌ من عذاب جهنّم ، ولا يُخرَج من الدَّرْك الأسفل من النار إلى ضحضاحٍ منها ، ولا كان النبيّ صلى الله عليه وآله يسأل ربّه ما لا يكون .
ولكن قد ثبت بحديث الضحضاح قبول شفاعته صلى الله عليه وآله في عمّه بتخفيف العذاب عنه وإخراجه من غَمَرات النار ، فدلّ ذلك على عدم إشراكه .
فيلزم منه بطلان هذه الأحاديث ، لمناقضتها لهذا الأصل المتقرِّر الذي لا مَحِيدَ عنه ، وما هذا شأنه يُردُّ ولا كرامَةَ ۵ .

1.المستدرك على الصحيحين : ۲ / ۳۳۶

2.الغدير : ۸ / ۲۵

3.غافر : ۱۸

4.أنظر : الترغيب والترهيب : ۴ / ۴۳۳ - ۴۳۷

5.اُنظر : أسنى المطالب : ۲۹ و ۳۲ - ۳۳ ، بلوغ المآرب : ۱۴۴ - ۱۴۶

صفحه از 50