(فصل)
ويردّ هذه الأحاديثَ ويدفعها اتّفاقُ أئمّة أهل البيت النبويّ الطاهر عليهم الصلاة والسلام ، وإجماع شيعتهم - تبعاً لهم ۱ - على إثبات سِمَة الإيمان لأبي طالبٍ رضي اللَّه تعالى عنه وأرضاه والقول بنجاته ، وإنكارهم حديثَ الضَّحْضاح ، وعدّهم إيّاه من الموضوعات القِباح .
وإجماعهم عليهم السلام حُجّة بلا ريب ، لآية التطهير ، وحديث الثقلين المتواتر ، وحديث السفينة ، وغير ذلك من الأدلّة المقرَّرة في محلّها ۲ ، فحديثٌ يخالفُ الإجماعَ القطعيّ يُضرب به عرض الجدار ولا كرامَة .
ونحن نقتصر في هذا المختصر على سَرْد ما ورد عنهم عليهم السلام في ردّ حديث الضَّحْضاح وإبطاله ، ونكتفي بذلك في الدلالة على وضعه وافتعاله ، دون ما روي في ثبوت إسلام شيخ الأباطح وصحّة إيمانه ، فإنّ ذلك مقرَّرٌ مبسوطٌ في مظانّه ، فنقول - وباللَّه تعالى التوفيق - :
أخرج الشيخ العلّامة أبو الفتح الكراجكيّ رحمه اللَّه في (كنز الفوائد) ۳ بإسناده عن أبي عبداللَّه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام : أنّه كان ذاتَ يومٍ جالساً في الرَّحْبة والناس حوله ، فقام إليه رجلٌ فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنّك بالمكان الذي أنزلك اللَّه ، وأبوك معذَّبٌ في النار ؟ فقال له : مَهْ ، فَضَّ اللَّهُ فاكَ ، والذي بعثَ محمّداًصلى الله عليه وآله بالحقّ نبيّاً لو شفع أبي في كلّ مذنبٍ على وجه الأرض لشفّعه اللَّه ، أأبي يُعذَّب بالنار وابنهُ قسيم الجنّة والنار ؟! الحديث .
1.اُنظر : روضة الواعظين : ۱ / ۱۳۸ - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : ۱ / ۲۹۸- الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب : ۶۴ - شرح نهج البلاغة : ۱۴ - ۶۵ - الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة : ۴۸ - روح المعاني : ۲۰ / ۹۷ - بلوغ المآرب : ۱۹۱ - الغدير : ۷ / ۳۸۴ - ۳۸۵
2.اُنظر : دراسات اللبيب في الأُسوة الحسنة بالحبيب : ۲۳۷
3.كنز الفوائد: ۱ / ۱۸۳ - أمالي الطوسيّ (أمالي ابن الشيخ): ۷۰۲