البراهين القواطع ، وأقاموا الأدلّة السَّواطع على إيمان أبي طالب ، ونجاته من العذاب الواصِب .
فإذا كان الحال على ما وصفنا ؛ تحقّقتَ أنّ مِن القوم مَن لم يَحْتفل بحديث الضَّحْضاح ، بل في إعراضه عنه إشعارٌ بأنّه من الأكاذيب الصُّراح .
وبذلك يتبيّن لك ما في إفكهم الواضح وبُهتانهم الفاضح من دعوى إجماع هذه الأمّة المرحومة على تلقّي ما في الصحيحين بالقبول ، إذ كيف يجتمع هذا مع مخالفة شَطْر المسلمين - وهم شيعة آل محمّدٍ صلى الله عليه وآله وغيرهم من أهل المذاهب - لحديث الباب ، نبّؤونا يا أُولي الألباب ؟!
(الخاتمة)
وحيث قد أَبَنّا لك - بما ذكرنا - كذبَ حديث الضَّحْضاح ، وأوقفناك على ذلك بمزيدٍ من التِّبيان والإيضاح ، فلا ينبغي - بعدئذٍ - الارتيابُ في بطلانه ، ولا الشكُّ في افتراء واضعه وبُهتانه ، إذ إنّه من متخرّصات ذوي الفتن ، وروايات أهل الضّلال ، وموضوعات بني أميّة وأشياعهم الناصبين العداوةَ لأهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله - كما قال الإمام شمس الدين ابن مَعَدٍّ رحمه اللَّه تعالى ۱ - .
هذا ، ولكنّ العلّامة البَرزنجيّ لمّا لم يتجرّأ على التصريح ببطلان هذا الحديث المخرَّج في الصحيحين - هَيْبةً منهما - التجأ إلى تأويله ، والخروج به عن ظاهر
1.الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالبٍ : ۸۵