وقد بوّب البخاري في أبواب القضاء «باب هدايا العمّال» وذكر فيه حديث ابن اللتيبة المشهور ۱ . 
 أقول : وبوّب مسلم في صحيحه من كتاب الإمارة: «باب تحريم هدايا العمّال» وبوّب الهيثمي ، في كتاب الأحكام «باب هدايا الاُمراء» وأوردها فيه ۲ وكذلك المتّقي الهندي ۳ . 
 وروى بلفظ «سحتٌ» بدل «غلول» ۴ . 
 وروي عن عليّ عليه السلام موقوفاً وبلفظ :«هديّة الاُمراء غلول» ۵ . 
 وعن أبي يعلىْ : «هدايا العمّال حرامٌ كلّها» ۶ . 
 ومع أنّ الهدايا هي ما يقدّمه الناسُ إلى الاُمراء مجّاناً ، ومن أموالهم الخاصّة ، فقد ورد فيها هذه الإطلاقات بأنّها «غلول» و «سحتٌ» و«حرامٌ» بما لا يقبل التأويل . 
 ولا شكّ ، لأنّ في ذلك دعماً لجانبهم وتأييداً لسلطتهم ، وإعانة لشوكتهم ، فكيف لو كان المدفُوع إليهم من أموال اللَّه ، وحقوق الفقراء والصدقات التي لها مصارف ومواضع خاصّة ، عيّنها اللَّه تعالى في محكم كتابه؟. 
 فإنّ اللازم صرفها إلى مواضعها عملاً بكتاب اللَّه وسُنّة رسوله ، وعدم جواز تسليط الاُمراء عليها ، إلّا إذا علم إيصالهم لها إلى أهلها . 
 لكن صرّح الأميريّون الحَشْوِيَّة ، بخلاف ذلك ، وحكموا بوجوب دفع أموال
                         
                        
                            1.نيل الأوطار (۹ / ۱۷۳)
2.مجمع الزوائد (۴ / ۲۰۰)
3.كنز العمّال (۶ / ۱۱۱) رقم ۱۵۰۶۲ (وص ۱۱۵) ح ۱۵۰۸۲
4.لاحظ كنز العمّال (۵ / رقم ۱۵۰۶۷ و۱۵۰۸۴) وانظر تفسير روح المعاني (۶ / ۱۴۰)
5.مجمع الزوائد (۴ / ۱۵۱) وأمالي الطوسي (۲۶۲) رقم ۴۸۰ ، وانظر وسائل الشيعة (۱۸ / ۱۶۳)
6.مسند أبي يعلى