الحشويّة الأميريّون - صفحه 19

طاعةَ لمن عصى ، ولا تضارّوا بربّكم ».
وأضاف ابن عساكر قوله : فوالذي نفس عبادة بيده ، إنّ فلاناً - يعني معاوية - لَمِنْ اُولئك .
فما راجعه عثمانُ بحرفٍ 1 .
ولكن الحَشْوِيَّة ، وطوعاً لرغبة الحكّام والاُمراء افتعلوا أحاديث تؤكّد على السكوت أمام مخالفاتهم مطلقاً تارةً ، ومقيّداً اُخرى :

فتارة رووا أحاديث طبقاً لمآربهم :

1 - فرووا في حديث : إنّ رجلاً قام إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال : يارسول اللَّه أرأيت لو كان علينا اُمراء يسألونا الحقّ ويمنعونا حقّنا فنقاتلهم؟.
فقام الأشعث بن قيس ، فقال : تسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عن أمر لم يحدث بعدُ؟
فقال : لأسألنّه حتّى يمنعني!
فقال : يارسول اللَّه ، أرأيت لو كان علينا اُمراء يسألونا عن الحقّ ، ويمنعونا ، أنقاتلهم؟
قال : «لا ، عليكم ما حُمّلتم ، وعليهم ما حُمِّلوا»۲.
فهذا الحديث - لو صحّ!- يحتوي على معانٍ كثيرة :
فسؤال السائل لا ينبعُ إلّا على ما يستقرّ في قلب كلّ مسلم من أنّ الاُمراء لابدّ أن يكونوا عُدولاً اُمناء قائمين بالحقّ لهم وعليهم ،
وأمّا أن يَظلم الأميرُ ويتعدّى الحقوق ، فلا يكون أهلاً للإمارة والسلطة في شرع الإسلام .

1.سير أعلام النبلاء (۲ / ۱۰) ومسند أحمد - مختصراً (۵ / ۳۲۵) وابن عساكر في تاريخ دمشق ( ) نقله تهذيب بدران (۷ / ۲۱۴) انظر مختصر ابن منظور

2.الفقيه والمتفقّه للخطيب(۲ / ۱۰) ومثله في العبارة الأخيرة ما في الشريعة للآجري (۱ / ۷ - ۲۷۸) ح ۶۸۰، وانظر صحيح مسلم - الإمارة- (۳/۱۳۷۵)

صفحه از 88