الحشويّة الأميريّون - صفحه 29

وعن ابن عمر - الحشويّ - ادفعوا صدقاتِ أموالكم إلى من ولّاه اللَّهُ أمركم ، فمن برَّ فلنفسه ، ومن أثِمَ فعليها ۱ .
مع أنّ اللَّه لايولّي أمر الأمّة المسلمة الى الولاة الفسقة الجورة المخالفين لأحكامه، وفيهم من هو أشد على الدين وأهله من الكافرين، واللَّهُ «لم يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً» .
فكيف يقول ابن عمر: ولّاه اللَّهُ أمركم؟!
نعم، إنّما يجري هذا على عقيدة الجبر الذي ابتدعه بنوأميّة ومن دار في فلكهم كابن عمر الحشويّ، ومن هذا المنطلَق قال معاوية: إنّ يزيد كان قضاءً من القضاء، ليس للعباد خيرة من أمرهم ۲ .
والغريبُ أنّ ابن عمر كان يعلم بما يفعله الاُمراء بالصدقات ، وأنّه غير ما عيّنه اللَّه تعالى في كتابه .
فروى عن الجهني ، قال : سألت زيد بن أسلم عن الزكاة؟ فقال : سمعتَ بعبداللَّه ابن عمر؟ فقلتُ : نعم . قال : كان يدفعها إليهم - يعني السلطان - في الفتنة يقضمون بها دوابّهم ۳ .
وكان يقول : ادفعوا الزكاة إلى الاُمراء ، فقال له رجل : إنّهم لا يضعونها مواضعها ، فقال : وإنْ ۴ .
والدليل على بطلان نسبة الدفع - مطلقاً - إلى الصحابة ، أنّ في الفقهاء من أفتى بعدم الدفع إليهم ، حتّى نسب إلى ابن عمر - ذلك الحشوي الأميريّ - فيما رَوى عبدُالرزّاق ، بسنده عن رجل ، قال : سألتُ ابن عمر : أدفعُ الزكاة إلى

1.السنن الكبرى للبيهقي (۴ / ۱۱۵)

2.أيضاً

3.الإمامة والسياسة للقتيبيّ(۱/۱۸۳و۱۸۷)

4.المصنّف لعبدالرزاق (۴ / ۴۴) رقم ۶۹۱۷

صفحه از 88