الحشويّة الأميريّون - صفحه 37

فكيفَ لايكونُون محاسَبين بفسقه ، وعليهم يتحقّق منه الفسق ؟.
وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام الشهيد أبوعبداللَّه الحسين عليه السلام عن جدّه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ لمحارم اللَّه ناكثاً لعهد اللَّه مخالفاً لسنة رسوله يعمل في عباد اللَّه بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقّاً على اللَّه أن يدخله مدخله».
روي ذلك عنه عليه السلام في خطبة قال فيها: «أيّها الناس إنّ رسول اللَّه قال» فذكر الحديث، ثمّ قال: «ألا، وإنّ هؤلاء القومَ قد لزموا طاعةَ الشيطان، وتركوا طاعةَ الرحمن، وأظهروا الفساد في الأرض، وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، وأحلّوا حرام اللَّه، وحرّموا حلال اللَّه، واستأثروا في أموال الفقراء والمساكين.
وأنا أولى من قام بنصرة دين اللَّه؛ لإعزاز شرعه والجهاد في سبيله.
وأنا أولى من غيّر؛ لتكون كلمة اللَّه هي العليا.
وقد أتتني كتبكم وقدمتْ عليّ رسلكم ببيعتكم أنّكم لاتُسلموني ولاتخذلوني، فإنْ تممتُم على بيعتكم تُصيبوا رشدكم.
فأنا الحسين بن عليّ وابن فاطمة بنت رسول اللَّه، نفسي مع أنفسكم، وأهلي مع أهليكم، ولكم فيّ اُسوةٌ حسنة.
وإنْ لم تفعلوا، ونقضتُم عهدكم، وخلعتُم بيعتي من أعناقكم؛ فلَعَمْري، ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مُسلم، والمغرورُ من اغترَّ بكم فحظّكم أخطأتُم، ونصيبكم ضيّعتُم، ( ومن ينكث فإنما ينكث على نفسه)۱.

وقد أتمّ الامام الحسين عليه السلام الحجة على الجميع بموقفه الخالد في اجتماع «منى »

1.تاريخ الطبري(۵/۴۰۳) الكامل في التاريخ(۴/۴۸) المقتل للخوارزمي(۱/۲۳۴) وقد نقلها عن رسالة من الإمام إلى أشراف أهل الكوفة

صفحه از 88