الحشويّة الأميريّون - صفحه 38

العطيم، فلنستمع الى خطبته الغراء :
اجتماع «منى » العظيم :
قال سليم : فلمّا كان قبل موت معاوية بسنتين ، حَجّ الحسين بن عليّ عليه السلام وعبد اللَّه بن جعفر وعبد اللَّه بن عبّاس معه .
وقد جمع الحسين بن عليّ عليه السلام بني هاشم : رجالَهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم ، من حجّ منهم ومن لم يحجّ ، ومن الأنصار ممّن يعرفونه، وأهل بيته .
ثم لم يَدَعْ أحداً من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ومن أبنائهم والتابعين ، ومن الأنصار المعروفين بالصلاح والنُسُك ، إلّا جمعهم .
فاجتمع عليه ب « مِنَى » أكثر من ألف رجل .
فخطب الإمام عليه السلام خطبة عظيمة قال فيها:
أمّا بعدُ ، فإنَّ هذا الطّاغية - يعني معاوية - قد فَعَلَ بنا وبشيعتِنا ما قد رأيتُم وعلِمتُم وشهِدتُم .
وإنّي أُريد أن أسألَكُم عن شي ءٍ، فإنْ صدقتُ فصدِّقوني ، وإن كذبتُ فكذِّبوني.
اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصارِكُم وقبائِلِكُم ، فَمَن أمِنْتُم من النّاسِ وَوَثِقْتُم بهِ فادعوهم إلى ما تعلمونَ من حقِّنا .
فإنّي أتخوَّفُ أن يدرسَ هذا الأمرُ ، ويذهبَ الحقُّ ويُغلَب : ( وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ ) .
اعتبروا أيُّها النَّاسُ بما وَعظَ اللَّه به أولياءَهُ من سُوءِ ثَنائِهِ على الأحبار إذْ يقول : ( لَوْلا ينهاهُمُ الرَّبَّانيّوُنَ وَالأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهُم الإثْمَ ) وقال : ( لُعِنَ الّذينَ كَفَرُوا مِنْ بَني إسْرَائيلَ - إلى قوله - لبئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُون ) .
وإنَّما عابَ اللَّه ذلك عليهم ، لأنّهم كانوا يَرَوْنَ من الظَّلَمَةِ الّذين بين أظْهُرِهِم المُنكرَ والفَساد فلا ينهونهم عن ذلك؛ رَغبةً فيما كانوا ينالونَ منهم ، ورهبةً ممّا يحذرون ، واللَّه يقول : ( فلا تَخْشواْ النَّاسَ وَاْخشَوْن ) .

صفحه از 88