القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - صفحه 121

ومثل قوله : نزل عليّ جبرئيل فقال : «يامحمّد، إنّ اللَّه تبارك وتعالى قد زوّج فاطمة عليّاً من فوق عرشه وأشهد على ذلك خيار اُمّتك» .
مثل هذا كلّه وحيٌ، ليس بقرآن، ولو كان قرآناً لكان مقروناً به، وموصولاً به، غير مفصول منه ۱ .
فمحصّل القول:
أنّه يمكن حمل بعض الروايات على التحريف بالمعنى .
والبعض الآخر على أنّ الزيادات المرويّة كانت تفسيراً بعنوان التنزيل .
أو التأويل، بدون أن تكون جزءاً من القرآن .
أو أنّها كانت من الأحاديث القدسيّة التي كانت توحى إلى النبي صلى الله عليه وآله ولكنّها لم تكن جزءاً من القرآن .
فإنْ أمكن تأويل رواية بهذا العنوان فبها؛ وإلّا فتضرب تلك الرواية عرض الجدار، كما يقول علماءنا المحقّقون ، لكونها مخالفة للكتاب والسنّة المقبولة وإجماع المسلمين .
ويقول السيّد الخوئي طاب ثراه : «على أنّ هذه الروايات بل كثيرها ضعيفةُ السند، وبعضها لايحتمل صدقه في نفسه، وقد صرّح جماعة من الأعلام بلزوم تأويل هذه الروايات، أو لزوم طرحها .
«وممّن صرّح بذلك المحقّق الكلباسي حيث قال على ما حكي عنه : «إنّ الروايات الدالّة على التحريف مخالفةٌ لإجماع الاُمّة، إلّا من لا اعتدادَ به .
وقال : إنّ نقصان الكتاب ممّا لاأصل له، وإلّا لاشتهر وتواتر، نظراً إلى العادة في الحوادث العظيمة، وهذا منها، بل أعظمها» .
وعن المحقّق البغدادي شارح الوافية التصريح بذلك، ونقله عن المحقّق الكركي

1.الاعتقادات ، للصدوق رحمه الله

صفحه از 122