القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - صفحه 108

ولم يتنبّهوا إلى أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان جعل القرآن معياراً لصحّة الحديث ، ولكنّهم قلبوا ذلك المعيار رأساً على عقب ، وجعلوا الحديث معياراً لكمال أو نقص القرآن ، ذاهلين عن أنّ تلك الروايات المزوّرة هدفها الأساسي هو زعزعة الاعتقاد بأصالة القرآن وحقّانيته عن قلوب المسلمين .

(3)- نماذج من الروايات المزوّرة .

لايمكن في مقالة مختصرة إيراد فهرست ما تحتويه الروايات المكذوبة من الجمل والآيات والسور التي يزعمون سقوطها عن القرآن ، فضلاً عن استيعابها بالتفصيل ، ولكنّا نشير هنا إلى بعضها بعنوان المثال :

1 - سورة الأحزاب :

فالروايات تدّعي أنّها كانت تعدل سورة البقرة أو هي أطول ، والأقوال المدّعاة في الروايات هي:
1 - أنّها كانت مائتي آية، نسب إلى عائشة :
فقد أخرج أبو عبيد في الفضائل ، وابن الأنباري وابن مردويه عن عائشة ، قالت : كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمن النبيّ مائتي آية ، فلمّا كتبَ عثمانُ المصاحفَ! لم يقدر منها إلّا على ما هوالآن !! ۱ .
فبناءً على هذا ، لقد ضاع من سورة الأحزاب مقدار (127) آية ، فإنّ الموجود فيها هو (73) آية ، فقط .
2 - أنّها كانت (143) آية، نسب إلى حذيفة بن اليمان القول بضياع سبعين آية فقط :
أخرج البخاري في تاريخه عن حذيفة قال : قرأتُ سورة الأحزاب على النبيّ ،

1.الدرّ المنثور : للسيوطي ج ۵ ص ۱۲۹ وص ۱۸۰

صفحه از 122