القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - صفحه 111

وإن أراد الواضع استعمال «الكفر» بمعنى «ترك الإسلام» فكان لازماً عليه أن يأتي بأداة التعدية «الباء» أي يقول : «لانكفر بك» .
وما هو المراد من : «يفجرك»؟
والسورة الثانية - حسب روايتهم - هي سورة الحفد :
«اللهمّ ، إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك الجدّ ، إنّ عذابك بالكفّار ملحق» .
يقول شيخ مشايخنا العلّامة الشيخ محمّد جواد البلاغي رحمه الله : «ولنسامح الراوي - أيضاً - في ما سامحناه في الرواية الاُولى (أي إنّ هذا الكلام لا يشبه بلاغة القرآن ولا سوقه) ولكنّا نقول له :
مامعنى «الجدّ» هنا؟ أهو العظمة، أوالغنى ، أوضدّالهزل، أو هو حاجة السجع؟.
وما هي النكتة في التعبير بقوله: «ملحق»؟ .
وما هو وجه المناسبة وصحّة التعليل لخوف المؤمن من عذاب اللَّه ، ب«أنّ عذاب اللَّه بالكافرين ملحق»؟
بل إنّ هذه العبارة تناسب التعليل لأن لايخاف المؤمن من عذاب اللَّه ، لأنّ عذابه بالكافرين ملحق ۱ .

4 - سورة مثل براءة :

لقد نُسب إلى أبي موسى الأشعري أنّه قال : «وإنّا كنّا نقرأ سورةً ، كنّا نشبّهها في الطول والشدّة ببراءة ، فأُنْسيتها ، غير أنّي حفظتُ منها : «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا تراب» ۲ .

1.آلاء الرحمن في تفسير القرآن : للشيخ محمد جواد البلاغي - دار إحياء التراث العربي - بيروت - : ج ۱ ص ۲۳ و۲۴

2.جامع الاُصول - مصر ۱۳۷۰ه - ج ۳ ص ۸ الحديث رقم ۹۰۴ ، الدرّ المنثور :ج ۱ ص ۱۰۵

صفحه از 122