قام الإيرانيّون لمواجهة أعظم قدرة العسكريّة آنذاك في الشرق الأوسط، وأسقطوها بأيدٍ فارغةٍ من السلاح المادّي، لكن بقلوبٍ مليئةٍ بقوّة الإيمان باللَّه فقط ، فاستلهمتْ الجماهير من هذه الثورة الاعتمادَ على اللَّه سبحانه وتعالى، وهذا الاعتماد بدوره أوجد شجاعةً في نفوسهم، واستقامةً ثابتةً في قلوبهم ، وبدتْ مظاهر ذلك حتّى في البلاد غير المسلمة، كأفريقيا الجنوبيّة .
وتأثير «الخمينيّة» ومحبوبيّة «الخمينيّ» في أعماق القلوب دقّ جرس الخطر للولايات المتّحدة الأمريكيّة، القوّ العظمى في الغرب، فنادت امريكا جميع حلفائها وتوابعها، فتحشّدوا، وجمّعوا قواهم ليقضوا على الدولة الإسلاميّة في المَهد ، فأوجدوا في سبيلها العراقيل الواحدة بعد الاُخرى : الحصار الاقتصادي، والحرب المفروضة، والدعايات في وسائل الإعلام، والاجتماعات السياسية والمؤتمرات الدوليّة ، وأقنعوا عملاءهم في شبه الجزيرة العربيّة، ودويلات الخليج، وغيرها: أنّ نداء الوحدة الإسلاميّة خطرٌ يهدّد عروشهم ليس إلّا، ووسوسوا في صدور عملائهم الوهّابيين أنْ يشدّدوا الهجمات على ما التشيّع وإيران، فبدأت الأقلام المستأجَرة تتحرّك بسرعةٍ مدهشةٍ لتأليف الكتب والمقالات والكتيّبات ضدّ الشيعة ، متّهمين لهم بأنواع التهم :
قالوا: إنّ الشيعة هم المشركون باللَّه .
وادّعوا: أنّ الشيعة يعتقدون بتحريف القرآن ونقصه .
وزعموا: أنّ الشيعة عندهم قرآنٌ آخر، غير هذا الموجود بأيدي المسلمين .
والمعروف من بين هؤلاء المستأجرين هم: إحسان إلهي ظهير، وبليغ الدين في الباكستان، ومنظور أحمد النعماني، وأبو الحسن علي الندوي في الهند .
وهذا الأخير تقلّباته عجيبة ، فإنّه كان قبل قيام الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ، يتظاهر بالبطل المدافع لقضيّة الوحدة الإسلاميّة، وهو رئيس لجنة القوانين العائليّة الإسلاميّة في الهند ونيابة الرئاسة لهذه اللجنة مختصّةٌ بعالم شيعيّ -