القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - صفحه 126

ولماذا . ولماذا .
أفلا ترون أنّ الهدف الحقيقيّ وراء كلّ هذه الدسائس هو هدم أساس الإسلام بالكلّية، والقضاء على الاعتقاد بالقرآن، وشريعة القرآن كمبدأ حيٍّ لصلاح الدنيا وفلاح الآخرة .
ومن المؤسف أنّ هؤلاء المعتنقين للإسلام الامريكيّ لاينتبهون لهذاالواقع عندما ينبشون عن روايات التحريف في الكتب الشيعيّة، وينشرونها في أقطار العالم.
أفلا يعلمون أنّ دعايتهم هذه ستكون تحريضاً للشيعة أن ينشروا أضعاف تلك الروايات من كتب العامّة ؟.
وبهذا تتمّ خطّة واشنطن ولندن، لأنّ هذه المشاجرات ستفتح المجال للمبشّرين المسيحيّين كي يواجهوا جماهير المسلمين ويقولوا : «إنّ الكتاب الذي تؤمنون به لايمكن الوثوق به قطعاً، فإنّه لعبت به أيدي المحرّفين، ولقد سقط منه كثير».
فبذلك ينهدم إيمان المستضعفين من المسلمين بالقرآن، وبالتالي يشككوا في الإسلام وشريعة القرآن .
ولابدّ أن نذكر ههنا قصة الكتاب الذي نشرته الوهّابيّة قبل سنوات، وهو «فصل الخطاب في تحريف الكتاب» من تأليف المحدّث الجليل الحاج الشيخ حسين النوري الطبرسي رحمه الله (1254 - 1320ه) الذي جمع فيه أوّلاً روايات العامّة، ثمّ روايات الشيعة حول مسألة التحريف، واستنتج منها نتيجة قريبة من فرضيّة نسخ التلاوة السنّية، والمخالفة لما عليه العلماء المحقّقون الشيعة، وقد كتب ردّاً عليه عند صدوره قبل قرن الشيخ محمود الطهراني في رسالة سمّاها «كشف الارتياب عن تحريف الكتاب».
ثمّ بقى «فصل الخطاب» مهملاً منسيّاً غير معروف حتّى في الأوساط العلمية

صفحه از 122