القرآن الكريم و مشكلة أخبار الآحاد - صفحه 127

الشيعيّة، ولكنّ الوهّابيّة طبعوا ذلك الكتاب - بعد إسقاط الباب المتعلّق بأحاديث العامّة، مدّعين أنه من الكتب المعتبرة للشيعة، والذي يظهر منه أنّ الشيعة يقولون بتحريف القرآن ! !.
ولكنّهم، لو لم يسقطوا ذلك الباب لكان أنفع لمصالح أربابهم المسيحيين، فإنّ المسيحيين يعرفون أنّ هذا النقاش سيوفّر لهم مجالاً واسعاً لتنصير المسلمين، وحتّى الذين لايتنصّرون منهم سيتزلزل الإيمان في قلوبهم حتى لو بقوا متسمّين بأسماء المسلمين، فإنّهم لايخضعون لشريعة القرآن .
يقال: إنّ غلادتسون (1809 - 1898م) رئيس الوزراء الانگليزي لعدة فترات في عهد فكتوريا ، قام مرّةً في البرلمان البريطانيّ، ورفع نسخة من القرآن الكريم، وأعلن : «إنّا لانستطيع أن نستعبد الاُمّة المسلمة طالما استمرّوا في اتّباع هذا الكتاب» ولذا أشار على الانگليز أن يستعملوا كلّ حيلة لإضعاف عقيدة المسلمين في القرآن .
ويبدو أنّ المستعمرين كلّهم أصغوا إلى هذه النصيحة، وتلقّوها بترحاب تامّ، ونجحت سياسة الكفّار، كما أشرنا، في أكثر بلاد الإسلام مثل تركيا، وتونس، والجزائر، ومصر، وبلاد شتّى اُخرى .
وقد نشأ في هذه البلاد جيلٌ جديدٌ من أولاد المسلمين من مدارس الاستعمار، .المتبّين على مناهجهم، لهم حسّاسية شديدة من الإسلام والقرآن ، يشمئزّون كلّما نادى أحدٌ باسم الإسلام في أنديتهم .
وكاد أعداء الإسلام أن ينجحوا في خطّتهم في إيران - أيضاً - في عصر الشاه البهلوي المقبور ، ولكنّهم فشلوا بسبب القيادة الصالحة تحت راية الإمام الخمينيّ رضوان اللَّه عليه، ومراجع التقليد، وبسبب الفطرة السليمة المتدّينة التي تتمتّع بها الأمّة الإيرانيّة .
وليس بغريب ما نجده من الحملات المسعورة الإعلاميّة التي يشنّها أعداء

صفحه از 122