الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 320

وحاكمٍ في السنّة ، ومتّتبعٍ واسع الأطراف ، طويل الباع ، عالم بمصادر الإسلام ، وفقيه جامع للأحكام ، ولغويٍّ ماهرٍ بتصريف الكلام والإعراب ، وأديب بليغ فصيح مالك لأزمّة المعاني والبيان .
إلى جانب تواضعه الفذّ ، ووعظه النافذ ، وتحرّقه على الحقّ وأهله ، ومن أجل ما يجد من التحريف عند المعاندين ، ومن الانحراف عن سنن الدين .
وإلى سمة الإصلاح التي يتمتّع بها عندما يتسامح مع المخالفين ، ويحاول إرشاد قارئيه وسامعيه ، فهو يمثّل بحقٍّ «الأئمّة الهُداة من أهل البيت الطاهر» الذين أرشد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله إلى التمسّك بهم ، وجعل الهداية عندهم ، والضلالة والردى في مخالفتهم ومفارقتهم والتخلّف عنهم .
ومن أراد التوسّع في ترجمة المؤلّف فعليه بما كتبه تلميذه العلّامة الفيشيّ حفظه اللَّه في «التُحَف شرح الزُلَف» المطبوع .
ولابدّ أن نشكر في النهاية صاحب الهمّة القعساء الفاضل الجليل السيّد محمّد قاسم الهاشمي على ما بذله من جهدٍ مشكورٍ عند اللَّه ، ومذخور له ان شاء اللَّه ، في سبيل طبع هذا الكتاب الجليل ، وتيسير نسخه للعلماء ، بأفضل شكل مع عناية بالغة في التصحيح والتدقيق ، وهو ما يعهد عن فضله ومعرفته وطموحه العلميّ .
ونسأل اللَّه التوفيق لجميع العلماء أن يتزوّدوا من نمير هذا المورد الثَرّ ، ويعدّوا بذلك العدّة للدفاع عن الإسلام في معارفه ومصادره ، وعن حقّ أهل البيت صلوات اللَّه عليهم أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة اللَّه .
حرّر في الثامن والعشرين من محرّم الحرام سنة 1414
وكتب
السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي

صفحه از 319