الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 281

أمّا ما قلتَ من خيرٍ ، فنحنُ أهله ، وأمّا ما قلتَ من شرٍّ فأنتَ به أولى ، وصاحبك به أحرى .
يامن ركبَ غير راحلته ، وأكل غير زاده ، ارجع مأزوراً غير مأجورٍ .
ثمّ أقبل على الناس فقال : ألا اُخبركم بأبخس من ذلك ميزاناً وأبين خسراناً: مَنْ باع آخرته بدنيا غيره ، وهو هذا .
ثمّ جلس .
فقال الناس: مَن هذا ؟
فقيل : جعفر بن محمّد عليه السلام ۱ .
إنّ وجود الإمام الصادق عليه السلام في مثل هذا الموقف ، وتصدّيه لخطيب الخليفة السفّاك المتغلّب ، بهذا الشكل ،إعلانٌ للمعارضة بلا خفاء ، وشجاعةٌ عظيمةٌ بلاريبٍ ، ودفاعٌ عن تلك الدماء الطاهرة التي اُريقت ظلماً وعدواناً ، وعن الحقّ الذي غُصيب لعليّ وأولاده زوراً وعدواناً ، ودحرٌ لمكايد الحاكمين الذين يريدون إغواء الاُمّة بهذه الدعايات المضلّلة ، ومن حناجر وعّاظ السلاطين الأذلّاء ، وبالتالي أداءٌ لحق الإمامة المفترَضة عليهم ، وهو - أوّلاً وأخيراً - هداية الناس ومنعهم من الانخداع والانضواء تحت لواء الباطل .
وقد تحمّل الأئمّة الاثنا عشر المظالمَ والحيفَ والأذى بوجودهم في ظلّ تلك الحكومات الجائرة ، لأداء هذه المهمّات الخطيرة ، ولم يفرّغوا الساحة للظالمين يصولون ويجولون ، ويسرحون ويمرحون حسب أهوائهم ، ولا لأعوانهم يفعلون ما يشاؤون لمصالح أوليائهم .
فإنّ الأئمّة : بقوا في العواصم الكبرى ، وظلّوا في مراكز العلم والإرشاد ودخلوا مجامع الناس ومواقفهم ، لينشروا الحقّ ويؤدّوا تلك المهمّات الإماميّة العظيمة ،

1.العقدالثمين (ص ۲۱۵) وأرسله المحلّي في الحدائق الوردية (ص ۱۵۶) آخر مقتل إبراهيم

صفحه از 319