الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 284

الأطراف كلّها ، وعلى مدى الزمان كلّه ، سيّما إذا راجعنا المشتركات من مصادر ومعارف ، ومصالح مصيريّة هامّة ، ومتجدّدة .
ولاريبَ أنّ الشقاقَ بين الزيديّة والإماميّة في ذلك العصر ، كان في مصلحة الحكّام من آل عبّاس ، الواثبين على رقاب المسلمين ، وهم جهلةٌ فسقةٌ فجرةٌ .
إنّ اختلاف المذاهب وتشاحنها وتنازعها ، وافتراق العلماء بينهم على أساس ذلك لهو من مآرب الحكّام الظلمة ، وإلّا؛ فإنّ تآلفهم وتقاربهم واجتماعهم واتّحاد كلمتهم يؤدّي إلى زعزعة عروش الحكّام اُولئك على ما كانوا عليه من ظلم ، وتعدٍّ ، وفجور ، وفسق ، وجهل ، وعدوان .
ولابدّ من البحث عن الأيدي الخفيّة الآثمة التي كانت تعمل من وراء الأستار ، لإشعال نيران الفتنة بين المذاهب والفرق - حتّى العامّية في ما بينهم - في تلك العصور .
كما لابدّ من البحث عن جذور الروابط الوثيقة العلميّة والمعرفية بين المذهبين الإماميّ والزيديّ على طول الخطّ ، تلك الجذور التي لم يكن بإمكان أحدٍ مهما تعصّب أو تطرّف أن ينكرها أو يتجاهلها ، فضلاً عن أن يقطعها؛ لأنّها تحتوي على اُصول العلم من أدلّة العقائد ، وأحاديث الشرائع والأحكام ، بل ، ترسم خطوط الأهداف والأعراف ، وتكتب صفحات التاريخ الشيعي المجيد؛ ببطولاته ومآسيه وآلامه وآماله ، وهي مبثوثةٌ في بطون التراث من جوامعه وكتبه ورسائله .
(4)
وفي كلّ طبقةٍ من القرون نقف على درر ثمينة ، هي وسائط هذا العقد الثمين الغالي؛ كالصحيفة السجّادية في القرن الأوّل ، وصحيفة الرضا في القرن الثاني ، ونهج البلاغة في القرن الخامس ، وسواها في ما قبلُ ، ومن بعدُ .
ولكلّ واحدٍ من هذه الكتب ، وموقعه من تراث الطائفتين ، وأثره في

صفحه از 319