وقد اعتمد المنصور على العمدة في مواضع عديدة من كتابه «العقد الثمين» وصرّح في موضع أنّ مؤلّفه : «من علماء الإماميّة» كما اعتمده في كتابه «الشافي» كثيراً .
ولوجود كتاب «العمدة» لابن البطريق في اليمن ، نرى تداولهم لنسخته كثيرة ، اعتماداً عليه مباشرةً ، أو بواسطة كتب المنصور باللَّه ، هذا .
والملاحظة الهامّة أنّ كتاب «العقد الثمين» هذا وضعه للردّ على الإماميّة خاصّة ، وصرّح بذلك بقوله : «لأنّ وضع الكتاب في الأصل كان عليهم» ۱ .
وقد وجدنا فيه اُموراً ينقلها بواسطة غيرهم ، مثل قوله :
«ورجال الإماميّة المؤسّسين للكلام في الإمامة : هشام بن الحكم ، وهشام بن سالم ، وكانا يقولان بالتشبيه ! ذكره الحاكم (الجشمي)رحمه الله في كتابه «شرح العيون» وذكره الشيخ العالم الديّن، أبو الحسن، عليّ بن الحسين بن محمّد الزيديّ، شاه سربيجان ۲ » في «المحيط بالإمامة» ۳ .
فنجده يطلق نسبة تلك التهمة الشنيعة إلى رجلين من أعلام الإماميّة ، لاعن علم ، بل بواسطة غيره ، وهما الحاكم الجشمي وشاه سربيجان ، ومن المعلوم أنّهما ليسا من الإماميّة ، وأيضاً لم يعيشا في اليمن حيث يوجد المنصور ، بل أخذه وجادة من كتابيهما كما يصرّح به ۴ .
أقول : إنّ نسبة «التشبيه» إلى هذين العلمين هي اُكذوبة معتزليّة قديمة ، نشأت من عدم فهمهم لمقالة هذين العلمين من جهةٍ ، ولعدائهم لآل محمّد وشيعتهم
1.العقد الثمين (ص ۱۳۸)
2.هذه الكلمة فارسيّة تعني: «الرأس بلا روح» وقد تصحفت في الكتب
3.العقد الثمين (ص ۷)
4.وصرّح السيد مجد الدين في (لوامع الأنوار) : ۱ / ۱۷) بأخذ المنصور باللَّه من كتاب (شرح العيون) للحاكم ، وكذا في (۱ / ۱۸۲۰۱) بأخذه من المحيط بالإمامة