الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 293

من جهةٍ اُخرى .
وقد شرحنا جانباً من هذا في مقالٍ لنا عن المقولة الشهيرة بعنوان «مقولة جسم لا كالأجسام ، بين هشام وسائر أهل الكلام» ۱ .
والحاكم الجشمي ، أبو سعد ، المحسّن بن كرامة (المستشهد على التشيّع الزيدي (عام 494ه) في مكّة ، كان معتزليّاً قبل التزيّد ، وقد كتب كتابه في حال الاعتزال ۲ . ولذلك يعبّر عنه ب «المعتزلي» عند ذكر كتابه هذا ۳ .
فكيف يعتمد المنصور باللَّه - في نسبة مثل هذه التهمة الشنيعة - على كلام معتزليّ متّهم في ما ينسبه إلى الشيعة ؟ .
وبما أنّ تهمة التشبيه إلى هشام ، معروفة من المعتزلة فليس من المستبعد أن يكون الزيديّ الرازيّ شاه سربيجان ، يكون قد أخذها منهم أو من كتبهم .
وإلّا ، فحاشا الزيديّة الأشراف أن يتّهموا مؤمناً شيعياً ، عالماً متكلّماً ، مثل هشام بن الحكم أو ابن سالم ، بمثل هذه التهمة الشنيعة ؟
نعم ، فلا تصدر إلّا ممّن ملأ النصب عينه وقلبه وفمه وقلمه .
والمنصور باللَّه يعتمد على «المحيط بالإمامة» كثيراً جدّاً وقد أسند إليه بقوله : رُوِّيناه من كتاب «المحيط بالإمامة» رواية الفقيه أبي الحسن ، زيد بن الحسن بن علي البيهقي رحمه الله عن مصنّفه عليّ بن الحسين ۴ بن محمّد الزيدي ، شاه سربيجان رحمة اللَّه عليه ، قال : حدّثني والدي . . . ۵ .

1.نشر المقال في العدد (۱۹) من نشرة «تراثنا»

2.صرّح بذلك الإمام مجد الدين في لوامع الأنوار (۲ / ۱۷)

3.لاحظ لوامع الأنوار : (۲ / ۴۶۹)

4.في العقد هنا : (الحسن) وهو غلط

5.العقد الثمين (ص ۸۸)

صفحه از 319