الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 298

ولم نكن بصدد مثل هذا الحديث ، لأنّا نهدف إلى ما يجمع الشمل ويلمّ الشعث ويوحّد الصف ، لا ما يشتّته ويفرّق الاُمّة .
لأنّ أمامَنا - اليومَ - أعداءٌ ألِدّاء ، يستهدفون ديننا وفكرنا وتراثنا ، ويريدون السوء والكيد للوطن والشعب .
وإنّما ذكرنا هذه الجملة ، لأنّا اطّلعنا على محاولة طبع هذا الكتاب بإيعاز من يرى «الزيديّة والإماميّة وجهاً لوجهٍ» .
ولكنّ الثقة باللَّه أن يرشدنا وأهل العلم والعقل والتقى من إخواننا الزيديّة إلى العمل في تجاوز الإثارات ، والعبور عن العراقيل ، وبالتالي : الوصول إلى أن نجد الإماميّة والزيديّة «يداً بيدٍ» في إحياء الحقّ وتأليف القلوب ، ورصّ الصفوف لإقامة صرح بنيان «مذهب أهل البيت» المرصوص ، كما نراه في العمل العظيم الذي نعرّف به ، وهو «لوامع الأنوار» .
فإنّ مؤلّفه الإمام الأمجد الشريف أبا الحسين مجد الدين المؤيّدي الحسني دام عمره ، قد تجاوز كلّ تلك الخلافات ، ولم يتأثّر بما أورده الإمام المنصور باللَّه ، رغم كثرة النقل عنه والاعتماد على مؤلّفاته وكتبه وشعره ونثره ۱ .
ولم يذكر من ذلك ما يُثير ، ولا ما يشير إلى وجود الخلاف ، إلّا «اللمَمَ» المغفورَ له إن شاء اللَّه .
مع أنّ الإمام مجد الدين قد ألّف كتابه اللوامع في عام (1377ه) وهو في عزّ دولة الإمامة في اليمن ، وقبل أن يُطيح بها المخذولون العملاء .
فإنّ سماحته يعلم أنّ التعرّض للخلاف بين فرق الشيعة - اليوم - لا أثر له غير ضياع حقّ أهل البيت عليهم السلام وتضعيف جانبهم ، بينما الاُمّة الإسلاميّة كلّها في غفلةٍ وتياهٍ وابتعادٍ عن المعرفة ، ومعرّضة لهجمات الأعداء الألدّاء الذين يريدون

1.راجع فهارس كتاب «لوامع الأنوار»

صفحه از 319