الإماميّة و الزيديّة يداً بيدٍ في حماية تراث أهل البيت (ع) - صفحه 299

الكيد لاُصول الدين وفروعه ، وإنّما يثيرون الفتن المذهبيّة والطائفيّة لتشتيت القوى وتفتيتها ، وتفريق الكلمة وتحطيم الإمكانات .
وهذا ما يميّز كتابه العظيم «لوامع الأنوار» كما سنبيّنه مفصّلاً .
(8)
وفي هذا العصر ، الذي أصبحت الزيديّة كالإماميّة مستهدفة بالهجوم العنيف من قبل أعداء أهل البيت عليهم السلام التاريخيين ، وبدعم من الغربيّين الحاقدين ، وبأقنعة السلفيّة والوهابيّة والإخوان المسلمين والدعوة والهجرة والجهاد ، وأمثال ذلك من العناوين البرّاقة ، الخدّاعة ، لتجميع الشباب وتحرّشها بالمؤمنين بفكر أهل البيت عليهم السلام والحافظين لتراثهم .
وبدأت المؤامرة ، يوم انتصرت الثورة الإسلامية العظيمة في ايران ، وأدّت إلى وعي المسلمين وانتباههم إلى ما عندهم من قوّة وقدرة وعدّة معنوية على دحر جنود الكفر العالمي ، وأدّت إلى الصحوة الإسلامية العامّة في كل الدنيا ، فكان الزيدية أولى من يقف إلى جانب هذه الحركة المباركة التي تتبنّى فكر أهل البيت وحقّهم ، خصوصاً بعد سقوط الإمامة في اليمن واستيلاء العملاء والجهلة على دفّة الحكم في كل البلاد الإسلامية ، وقمع الشعوب المسلمة تحت سياط الظلم والجور ، فكان لقيام الدولة الشيعية في ايران دعماً روحياً للزيدية ، ودليلاً عينيّاً على حقّ آل محمّد صلى الله عليه وآله وصدق ما وُعدوا به من النصر المؤزَر .
ولم يشأ دعاة التفرقة ، وهواة الشقاق بين طوائف الاُمّة الواحدة ، والذين يجدون في ذلك أقرب الوسائل للسيطرة على البلاد والعباد ، اُولئك يحاولون التركيز على الخلافات ، وتوسعة نقاط الافتراق وتوجيه الأنظار إليها ، وتكبير مساحتها بالرغم من قلّتها وعدم أهمّيتها .
وصرف الاُمّة عن محطّات الوفاق والاتّحاد ، على أهميتها وكونها اُصولاً يبتني عليها أصل الدين والمذهب ، بينما الخلاف إنّما يقع في الفروع الاجتهاديّة أكثر

صفحه از 319