ما يقع ، ممّا قد يكون الخلاف فيها بين أهل المذهب الواحد أكثر ، وقد يتبدّل الرأي عند المجتهد الواحد من حكم إلى آخر .
(8)
ومن أبشع الطرق التي استخدمها هؤلاء - هذه الأيّام - هو التسلّل باسم الانتماء إلى المذهب الآخر ، حيث واجهنا عدّة من الشباب المراهق ممّن يدّعون التحوّل من الزيدية إلى الإمامية ، ولكنّا لمّا تحدّثنا معهم وجدنا عندهم أمرين خطيرين :
الأول : الجهل بالزيديّة اُصولاً وفروعاً ، بمعنى أنّهم وإن كانوا يعيشون في بيئات زيديّة ، وقد تعلّموا في مدارس زيديّة إلّا أنّهم لم يستوعبوا ، أو لم يعوا ما يلزم من العلم بالزيديّة ، سواء في مجال العقائد والاُصول ، أو مجال الشريعة والفقه واُصول الفقه ، وحتّى التاريخ والمصادر .
ومن الواضح أنّ التحوّل المذهبيّ ، مبتنٍ على استيعاب المذهب الأوّل و معرفته بشكلٍ تامّ ، حتّى يكون التحوّل صحيحاً وعلميّاً وعن اعتقاد ، وإلّا فإن كان الالتزام الأوّل تقليداً ومتابعةً وانتماء بيئة وقبيلة ، فلامعنى للتحوّل ، ولايكون الانتماء الجديد إلّا عاطفةً ولقلقة لسانٍ ، أو دجلاً وخداعاً وهَوَساً .
وقد واجهتُ - أنا - بعض اُولئك الوافدين علينا ، فلمّا شرحت له هذه الحقيقة صارحني بصدق : أنّه لم يعرف عن المذهب الزيديّ ما يلزم ، ولم يتمكّن من الإجابة عمّا سألته حول مذهبه الأوّل ، الذي عاش في أكنافه .
فكيف يمكن أن يعتمد على تلك الدعاوي الفارغة ؟
الثاني : وجدنا أنّ بعض من يدّعي ذلك التحوّل ، يُظهر العداء للمذهب الأوّل بشكلٍ شديدٍ ومريبٍ ، فلو فرض صحّة تحوّله وصدق نيّته ، لم يكن أيّ مبرّر للهجوم على مقدّسات المذهب الأوّل ، ونسف كلّ الجسور بينه وبينها ، بما لايرضى به حتّى أتباع المذهب الآخر .