فمدّعي التحوّل من الزيديّة إلى الإماميّة ، ليس من حقّه التهجّم على الزيديّة التي تشترك مع الإماميّة في أكثر الاُصول وأكثر من فرع ، وجامعهم الولاء لأهل البيت عليهم السلام والدعوة إلى فكرهم وفقههم والاحتجاج بحديثهم ، والرجوع إلى مصادرهم والانعطاف مع عواطفهم ، ويشتركان معاً مسيراً تاريخيّاً ، ومصيراً في الجهاد والمقاومة ضدّ الكفر والنفاق .
فلماذا الهجوم العنيف والسبّ والقذف ، بما لايرضى به كلّ شيعيّ ، فضلاً عن الإماميّ ؟!
وإذا كان ثمّة جدلٌ وبحثٌ ، فإنّما هو نظريّ وفكريّ ، وعلى الآراء والاجتهادات ، ولكن : «اختلافُ الرأيِ لايفسدُ في الحبِّ قضيّهْ» .
ولقد أصدر أحد هؤلاء المدّعين كتاباً شرح فيه حالته المتقلّبة من دين لآخر ، ومن مذهب لآخر ، سمّاه «ثمّ استقرّ بي النوى ؟» قد حشاه بالزور والدجل بالهجوم على أبطال المذهب الزيديّ من الأئمّة الأماجد ، الذين ناضلوا في سبيل اللَّه ، حتّى ضحّوا بأنفسهم الزكيّة لحقّ آل محمّد ، وخلّدوا اُسساً رصينة للتشيّع في تلك البلاد .
ومؤلّفه هو المتكنّي في فترة انتمائه إلى الحزب الشيوعي «أبا لينين» فإنّه قبل استقراره المزعوم ، قد تقلّب في أحضان الماركسيّة ، ثمّ الإصلاحيّة الوهابيّة ، ثمّ انخرط في سلك المباحث وجهاز أمن الدولة ، وجاء اليوم وفي عمليّة يستفزّ بها الزيديّة ، وتحقيقاً لمآرب الأعداء في تبعيد الصفوف وتشتيت الكلمة ونسف الجسور الممتدّة بين الزيديّة والإماميّة بالجهود الخيّرة من الطرفين ، جاء وادّعى أنّه تحوّل إماميّاً ، وهو كاذب مزوّر ، يشهد بذلك عمله وقلمه .
ولقد صدق أنّه : «استقرّ به النوى » نعم ، لكن «في سَقَر» .
ولقيتُ أحد هؤلاء المدّعين أنّهم متحوّلون ، وفي حديثٍ ساخنٍ صرّح لي بأنّه يجب أن نهاجم العامّة وكبراءهم وأئمّتهم ، باللعن والعَلَن ، على المنابر والكتب