هذه الطريقة التي هدانا إليها الإسلام ، وكانت عليها سيرة علمائنا الأعلام ، لتكون الجهود منصبّةً على الهدف ، وهو وحدة الصفّ .
وكلّ العاملين في ميدان المذهب الشيعيّ ، وخدمة أهل البيت عليهم السلام من العلماء والمثقّفين ، وغيرهم ، مدعوّون إلى القيام بهذه المهمّة الدينيّة ، بالتعليم والتدريس ، والتوجيه والتنبيه ، والبحث والتدقيق ، وإحياء التراث بالتحقيق والنشر ، وتوطيد العلاقات والمواصلات والتفاهم والتوادد .
ولقد وهبني اللَّه عظمتْ آلاؤه ، منذ عهد الطلب التحسُّس بهذا الأمر ، فكنت اُفكّر في لزوم استعادة الرابطة الثقافيّة بين المذهبين ، للاستفادة من مصادر العلم عند الطائفتين .
حتّى منّ اللَّه عليّ بالتعرّف على سماحة السيّد المؤلّف الإمام مجد الدين حفظه اللَّه ، وذلك عام 1394ه ، بالمراسلة من النجف الأشرف ، فأجازني ، وأرسل إلى ثبته المسمّى ب«الجامعة المهمّة» فطبعتُها ونشرتُها عام 1396ه ، كما سبق .
وهو أوّل عملٍ تحقّق في هذا السبيل ، في عصرنا وفي نهاية القرن الرابع عشر الهجري .
ونلتُ التوفيق لحجّ بيت اللَّه الحرام ذلك العام (1396ه) وفي المسجد الحرام ، وقبال الركن اليماني ، تعرّفت على سماحة العلّامة المحدّث الفقيه السيّد محمّد بن الحسين الجلال الحسني الصنعاني دام عمره ، فأجازني بثبته الكبير «الأنوار السنيّة» .
ومن خلال هذين الكتابين يقف الباحث على تراث ضخم للزيديّة العظام .
وكما أشرت في صدر هذا الحديث ، وقفت على كتاب «لوامع الأنوار» وقدّمت له ، بما سيقرؤه القارئ الكريم .
وهذه العودة الحميدة إلى الحديث عمّا في القلب من شجون وشؤون ، نحمد اللَّه عليها ونرجو من فضله أن يتقبّل أعمالنا ، ويُحسن نيّاتنا ويصلح بالنا ، بمحمّد وآله الطاهرين .